حل رئيس وزراء النيجر، أول أمس الثلاثاء، مرفوقا بوفد رفيع المستوى، بالمملكة المغربية في زيارة رسمية هي الأولى بعد انسحابها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا “إيكواس”.
وقبل هذه الزيارة، كان وزير خارجية النيجر قد أعرب عن نية بلده الانضمام إلى مبادرة أطلقها الملك محمد السادس في الآونة الأخيرة، والتي تهدف إلى “تعزيز ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي “بهدف تطوير التجارة والتواصل بين البلدان الإفريقية”.
وأكد عصام العروسي، المحلل السياسي والأكاديمي المختصّ في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات، أن الزيارة التي يقوم بها رئيس وزراء النيجر لها دلالاتها وتدخل في إطار “تعامل المملكة المغربية مع المعطيات والمستجدات في الدول التي عرفت انقلابات مؤخرا، ومن ضمنها النيجر، ومالي والغابون”.
وأضاف المحلل السياسي في تصريح خص به موقع “برلمان.كوم” أن هذه “الزيارة تبعث إشارات قوية من أجل بناء شراكة فاعلة وناجعة، خاصة أن المغرب أصبح يُقدم نفسه كفاعل إقليمي كبير في كل المجالات خاصة العسكرية والأمنية”.
ومن جهة أخرى، أشار ذات المتحدث إلى أن انتهاء العمل بمجموعة “إيكواس” والمجموعات الخمس التي كانت تشكل التحالف العسكري لدول غرب إفريقيا، يُشكل نهاية مرحلة وبداية أخرى بالنسبة لهذه النخب الإفريقية، وكذلك نهاية مرحلة الشراكة مع فرنسا والجزائر التي كانت تدعم بناء منظمة الـ”إيكواس”.
وبخصوص الرسائل التي يمكن التقاطها من الزيارة الأخيرة والتي لازالت قائمة، اعتبر العروسي أن “النخب السياسية في النيجر والغابون وبوركينا فاسو أصبحت تفهم أن اللعبة الفرنسية وزمن السيطرة الجيوسياسية الفرنسية قد انتهى، وأن الزمن الآن هو زمن الفاعلين الذين يقدمون حلولا للقارة الإفريقية”.
وفي ذات السياق، أشار العروسي إلى أن مبادرة الأطلسي التي وجهها الملك محمد السادس للدول الإفريقية غير المُشاطئة، تُعتبر مبادرة جَاذِبة جعلت هذه الدول تفهم أن المغرب يُقدم لها العديد من البدائل والحلول السياسية والاقتصادية.
وأكد المحلل السياسي على أن النيجر وباقي الدول الإفريقية يبحثون عن شريك وثيق، حتى على مستوى التدريب والتنسيق العسكري، وذلك لما راكمه المغرب على مُستوى التسليح، حيث أصبح يطمح انطلاقا من الشراكات المهمة مع دول كبرى إلى تقديم الخبرات وتقديم الاستشارات لهذه الدول الإفريقية.
وخلص العروسي بالقول إن “النيجر بعد الانقلاب الذي حصل تبتغي تأسيس شراكات قوية، وبناء مؤسسات قوية، وربما تجد في المغرب الهدف المنشود وذلك الشريك القوي الذي تستطيع معه تحقيق أهداف جيدة”.