النصب “الكندي”!
يحق لهشام جيراندو صاحب صفحة “تحدي” المتخصصة في التشهير والابتزاز، أن يطالب بحقوق الملكية الفكرية وبراءة الاختراع على ما بات يعرف “بالنصب الكندي”.
بل من حق هشام جيراندو أن يبادر بالإيداع القانوني لهذا النوع من النصب الجديد، وأن يسارع بتحفيظه بإسمه، لئلا يسبقه في ذلك عبد المجيد التونارتي صاحب صفحة “الفرشة” المتخصصة بدورها في النصب والاحتيال.
فالسباق محموم هذه الأيام بين هشام جيراندو وعبد المجيد التونارتي، لإيقاع أكبر عدد من الضحايا المغاربة في شباكهما الاحتيالية.
لكن ما هو النصب على الطريقة الكندية؟ إنه أسلوب إجرامي جديد يراهن على الشبكات التواصلية للتشهير بالأشخاص الطبيعيين والمعنويين بغرض تعريضهم للابتزاز.
وهذا النصب يتبنّى خطابا تضليليا يتخفى وراء مزاعم فضح الفساد والمفسدين، بينما هو في الحقيقة يروم تخويف الناس تحت طائلة فضحهم إعلاميا، قبل أن تتم مطالبتهم بالمرور إلى “صندوق الحساب” لإيداع أموال الابتزاز.
لكن الملاحظ هو أن هشام جيراندو يتوفر على بصمة إجرامية خاصة به، تختلف عن التوقيع الإجرامي المعروف به صاحب صفحة الفرشة. فالأول يهاجم ضحاياه بأشرطة وتسجيلات تشهيرية مكثفة، قبل أن يربط الاتصال بهم لمطالبتهم بتقديم المال مقابل حذف الفيديوهات المنشورة والكف عن مواصلة التشهير.
أما صاحب قناة الفرشة فيختار التواصل هاتفيا مع ضحاياه في مستهل النشاط الإجرامي، حيث يساومهم “في الخاص” على مبالغ مالية مقابل عدم مهاجمتهم علنا في الشبكات التواصلية.
وفي كلا الطريقتين، يحضر التشهير والابتزاز ومزاعم فضح الفساد، والحال أن هشام جيراندو (صفحة تحدي) وعبد المجيد التونارتي (صفحة الفرشة)، هم أكبر عنوان للفساد المالي والأخلاقي.
والنصب الكندي يختلف عن غيره من الأساليب الاحتيالية، في كونه نصب علني مع تخراج العينين ! فمثلا هشام جيراندو لا يبحث عن ضحاياه في السر كما يفعل أصحاب السماوي، ومحتالي النصب الإفريقي، بل يختار ضحاياه علنا في شبكات التواصل الاجتماعي.
وهو نصب يتدثر أصحابه بمزاعم مكافحة الفساد، ويتقمصون رداء النزاهة والشفافية، لجعل الناس يتماهون ويصدقون مشاريعهم التدليسية ومخططاتهم الاحتيالية.
كما أن النصب الكندي يراهن على استغلال المعطيات الشخصية للأفراد لمواجهتهم بها في العلن! لذلك، نجد أن هشام جيراندو ما انفك يطلق نداءات على شبكات التواصل الاجتماعي لتحريض الناس على موافاته بملفات وشكايات حول مواطنين آخرين أو حول نشاط مؤسسات عمومية وطنية.
بل إن هشام جيراندو ادعى مؤخرا تنظيم نشاط تواصلي بكندا مع أفراد الجالية المغربية بالخارج، ووضع رهن إشارتهم استمارة استبيان، تتضمن أسئلة حول معطياتهم الشخصية، وذلك في أفق استغلالها مستقبلا لتعريضهم وأفراد عائلاتهم للنصب والاحتيال.
إنها واحدة من المكائد الجديدة التي يعتمدها هشام جيراندو للنصب على ضحاياه، وتبقى أفضل وسيلة للوقاية والحصانة ضد هذه الأساليب الاحتيالية هي التبليغ عن جرائمه.
فكلما رضخ الضحايا لمخططات هشام جيراندو وصاحب قناة الفرشة، كلما تماديَا في جرائمهما بسبب تزايد عائداتهما الإجرامية. وبمفهوم المخالفة، فإن التبليغ عن مُمتهني النصب الكندي يعني القطع مع التحويلات المالية الابتزازية، وبالتالي إجهاض مخططات هشام جيراندو وعبد المجيد التونارتي وكل من يحاول أن يقتفي أثرهما في مسار النصب الكندي.
وتبقى من المفارقات الغريبة، أن ممتهني النصب الكندي يُقدمان أنفسهما على التوالي على أنهما صاحب مقاولة ومهندس معلوميات، وهما في الحقيقة مجرد مُحتالين يعيشون على ابتزاز الناس والاسترزاق من أموال يتبعها المنّ والأذى.