أعلن المغرب و البرازيل، اليوم الجمعة بالرباط، عزمهما إرساء حوار استراتيجي يروم ترسيخ الشراكة المتينة وطويلة الأمد القائمة بين البلدين، والتي سيتم تحديد صيغها ومجموعات العمل الخاصة بها لاحقا.
وتم الإعلان عن هذا القرار، في بيان مشترك صدر عقب مباحثات، جرت بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية بجمهورية البرازيل الاتحادية ، ماورو فييرا، تم خلالها الإشادة بالجودة المتميزة للشراكة بين المغرب والبرازيل، مجددين التأكيد على الالتزام بالاستثمار الأمثل لمؤهلاتهما الكبيرة، خاصة في مجالات الصناعة الغذائية والاقتصاد الأخضر واللوجستيك.
كما أعلن الوزيران، من خلال نفس البيان، اتفاقهما على العمل على وضع برامج مشتركة للتعاون بين الوكالة المغربية للتعاون الدولي والوكالة البرازيلية للتعاون، لفائدة القارة الإفريقية، معبرين عن ارتياحهما إزاء التطور المستمر للإطار القانوني المنظم للعلاقات بين الطرفين، والذي تم إغناؤه خلال السنوات الأخيرة، ليعكس، بالتالي، الطابع الاستراتيجي للحوار المغرب-البرازيل.
هذا وأعرب الطرفان المغربي والبرازيلي عن ارتياحهما للاتفاقيات ولمذكرات التفاهم الجديدة التي تم استكمالها أو توجد في مراحل متقدمة من الاستكمال، والتي سيضفي التوقيع عليها زخما جديدا للشراكة الثنائية ،وسيسمح للفاعلين المؤسساتيين والاقتصاديين من البلدين بتفعيل مبادرات وأعمال ومشاريع مبتكرة في العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك .
ومن بين الاتفاقيات التي تربط البلدين، تلك المتعلقة المساعدة الإدارية المتبادلة في المجال الجمركي بين المملكة المغربية وجمهورية البرازيل الاتحادية،ومذكرة التفاهم حول الترويج لمنطقة طنجة-المتوسط كمنصة لوجستية لدى الفاعلين البرازيليين، بين الوكالة الخاصة طنجة المتوسط وغرفة التجارة العربية البرازيلية، ومذكرة التفاهم المتعلقة بالبحث والتطوير ،واقتناء قطع غيار الطيران التي يتم تصنيعها بمنطقة ميدبارك الصناعية، بين (إمبراير) ووزارة الصناعة والتجارة، وكذا مذكرة التفاهم حول تنظيم منتدى للأعمال بين الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات والغرفة التجارية العربية البرازيلية.
كما رحب الوزيران بإحداث منتدى للأعمال في الأشهر المقبلة، والذي من شأنه تقوية العلاقات التجارية بين البلدين بشكل أكبر، والنهوض بأشكال جديدة من التعاون بين الفاعلين العموميين والخواص، وتعزيز التكامل بين مختلف القطاعات الانتاجية في المغرب والبرازيل، معربين عن ارتياحهما لإعادة فتح، ابتداء من متم سنة 2024، الربط الجوي بين الدار البيضاء وساو باولو، وهو ما سيمكن من تسهيل التدفقات التجارية والسياحية بين البلدين، مشيدين بإحداث منصب الملحق العسكري في السفارتين لدى العاصمتين على التوالي.
وفي سياق متصل، جدد المغرب التأكيد عن تقديره للمسار الديمقراطي النموذجي للبرازيل وحيوية النموذج الاجتماعي والثقافي الذي اختارته، وكذا لقيادة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في جهوده للتقليص من الفقر والنهوض بالتنمية، مشيدا بدفاعه عن الحوار جنوب-جنوب، وبالمبادرات التي تقوم بها البرازيل على مستوى الأمم المتحدة، وفي مجموعة العشرين ومجموعة “البريكس” الرامية إلى إصلاح عميق لهيئات الحكامة العالمية.
من هذا المنطلق، أكد الوزيران على أن هذا الأفق الجديد يرتكز على تقاسم المغرب والبرازيل لنفس قيم الانتفاح والتسامح والديمقراطية، ويستند إلى عمق تاريخي خاص، ويستمد وجاهته من التقاء وجهات نظر البلدي،ومن الحوار الاستراتيجي المعزز حول القضايا ذات البعد الدولي.
وشدد الوزيران على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في مجال محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، مشيدين بالمواقف البناءة لبلديهما خدمة للتنمية المستدامة والنهوض بحقوق الإنسان، ومجددين التأكيد في هذا الصدد على الالتزام الراسخ للمغرب والبرازيل بمكافحة كافة أشكال التمييز العنصري والكراهية.
وأبرز الوزيران، خلال نفس البيان، أهمية الأحداث الرياضية الكبرى، التي تمثل فرصا لتعزيز النمو والإدماج الاجتماعي، منوهين في هذا الصدد، بتنظيم كأس العالم لكرة القدم النسوية سنة 2027 بالبرازيل ،وكأس العالم 2030 بالمغرب وإسبانيا والبرتغال.
واختتم البيان بتعبير الوزيران عن ارتياحهما لكثافة تبادل الزيارات في الاتجاهين، والتي تجسد متانة الروابط القائمة بين البلدين، وتؤكد أهمية الحوار بين السلطات البرازيلية والمغربية، حيث وجه الوزير البرازيلي، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب بدعوة من نظيره المغربي، دعوة بدوره إلى ناصر بوريطة، للقيام بزيارة رسمية للبرازيل في تاريخ يحدد باتفاق مشترك.