الأخباررمضانياتمستجدات

أشهر المساجد.. المسجد الأعظم بتارودانت معلمة حضارية شاهدة على النبوغ العربي الإسلامي

الخط :
إستمع للمقال

باعتبار شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله عزّ وجل، تتزين المساجد لاستقبال المصلين الصائمين لإقامة الصلوات من الفجر حتى صلاة التراويح والتهجد في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، وتتميز المملكة المغربية بضمها العديد من المساجد التاريخية.

موقع “برلمان.كوم” يسافر بكم عبر سلسلة رمضانية “مساجد حول العالم“ للتعريف بالمساجد الأكثر شهرة عبر العالم، والتي غالبا ما تتميز بتصميمها المبهر وطرازها المعماري الإسلامي الذي يجعلها تختلف كثيرا عن مساجد أخرى.

في حلقة اليوم سنحط الرحال بمدينة تارودانت للتعريف بمسجد «الجامع الكبير» الذي يشكل تحفة تعكس النبوغ العربي الإسلامي في مجال الهندسة المعمارية، والذي يتجلى في صومعته التي تنتصب شامخة منذ القرن 16 الميلادي، على أقل تقدير.

الجامع الكبير، يعد من أكبر المساجد السعدية على الإطلاق٬ وقد جدد بناؤه تحت حكم محمد الشيخ السعدي٬ عند منتصف القرن 16م، وتبلغ مساحته الإجمالية 3215 مترا مربعا (يتسع لحوالي 4000 مصلي)، ويتميز بصومعته التي تعتبر من أشهر الصوامع بالمغرب، وقد اتخذت الشكل المربع المقتبس من شكل الكعبة الشريفة، ويبلغ طولها باستثناء الجامور 27 مترا. كما يبلغ طول قاعدتها المربعة 5.50 مترا، وزينت الصومعة بالفسيفساء من الجهات الأربع الخارجية.

وللمسجد ملحقات علمية هي المدرسة العلمية والتي أخذت الباب الغربي للمسجد وبقيت هذه المدرسة على حالها إلى سنة 1957، حيث أعادت بناءها جمعية علماء سوس على طراز جديد، إلى جانب الخزانة التي تميزت برصيدها القيم من المخطوطات في مختلف مجالات العلوم المتعددة، إلا أن هذا الرصيد تفرق على بعض الخزانات العامة والخاصة.

وبتاريخ 7 ماي 2013، اندلع حريق مهول في المسجد الأعظم بتارودانت، حيث أتى الحريق على الجامع بكامله. وبمجرد ما بلغ أمر هذا الحادث المؤسف إلى علم الملك محمد السادس، أعطى أمره إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بأن يعاد بناء المسجد الأعظم بتارودانت مع الاحترام الدقيق للمعمار التاريخي للمسجد، كما تكرم أمير المؤمنين بأن تكون تكاليف إعادة البناء من ماله الخاص.

وقد أتاحت هذه الالتفاتة المولوية الفرصة للمسجد الأعظم بتارودانت لاستعادة رونقه المعماري البهيج، كما استعادت هذه المعلمة الدينية التاريخية بعضا من وظائفها، لاسيما منها المرتبطة بجانب العبادات.

ولعب الجامع الكبير بتارودانت، دورا علميا وسياسيا كبيرا، تخرج منه علماء كبار ساهموا في الحركة العلمية والفقهية المغربية، كما أن المسجد تبوأ مكانة خاصة لدى سكان الجنوب المغربي فهو الموقع الذي ظل قرونا طويلة مكانا رسميا للبيعة، وملتقى لإجراء الصلح بين القبائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى