بعد انتهاء أشغال الترميم التي دامت 12 شهرا، سيفتح “متحف التاريخ والحضارات” بالرباط، الذي كان يسمى سابقا بالمتحف الأثري، أبوابه اليوم الأربعاء في وجه العموم، ليعرض مجموعة أثرية تؤرخ لمختلف الحضارات التي تعاقبت على المغرب منذ فترة ما قبل التاريخ وإلى غاية الحضارة الإسلامية.
وأضحى المتحف فضاء سينوغرافيا جديدا يتيح إظهار غنى التراث المغربي وتسليط الضوء على مختلف المجموعات المعروضات.
وتجمع سينوغرافيا المتحف الجديد بين مسارين، يروي الأول تاريخ المغرب منذ فترة ما قبل التاريخ إلى فترة الحضارة الإسلامية، أما الثاني فهو موضوعاتي يركز على مختلف مجموعات الرخام والبرونز.
ويبتدئ المسار الأول من بهو المدخل بمحطة رقمية تفاعلية توضح للزائر المعالم الجغرافية الضرورية لفهم المجموعة المتحفية، وذلك بتحديدها المواقع الأثرية الأساسية.
أما القسم العلوي من المتحف، فهو يشكل استمرارا للمسار الزمني للمعرض، حيث يكتشف الزائر المغرب، من خلال السلالات الحاكمة المختلفة التي توالت على البلاد، مثل الأدارسة والمرابطين والموحدين والمرينيين والعلويين، وكذا من خلال البقايا الأثرية المكتشفة في المواقع الأثرية الإسلامية بليونش وسجلماسة والكتبية. وخلال زيارة لممثلي وسائل الإعلام، أشار مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، المشرف على أشغال الترميم، عبد العزيز الإدريسي، إلى أن الهدف من أشغال الترميم هذه يكمن أساسا في إثراء العرض الثقافي لمدينة الرباط.
وأضاف أن المتحف سيصبح وجهة ثقافية مميزة وسيساهم في تلبية الطلب المتعلق بالشأن الثقافي، وذلك من خلال عرض مجموعات أثرية ترسم مسار تاريخ المغرب وتعرج على مختلف الحقب التي مر بها، بما يمكن الزائر من الوقوف على خصوصية التراث المغربي. من جانبها، أبرزت محافظة متحف التاريخ والحضارات، فاطمة الزهراء الشبيهي، أن تجديد هذا الفضاء الأثري يعكس توجه المتحف نحو إعادة رسم تاريخ مختلف الحضارات بالمغرب.
ويعود تاريخ بناء هذا المتحف، الواقع وسط مدينة الرباط، إلى عشرينيات القرن الماضي بهدف إيواء “مصلحة الآثار” التي أحدثتها الحماية الفرنسية.