الأخبارمجتمعمستجدات

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.. منصة الشباب “الأمل” بإنزكان نموذج لمشروع يتماشى مع التوجيهات الملكية لإدماج الشباب (صور)

الخط :
إستمع للمقال

تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أعطى الملك محمد السادس انطلاقتها بتاريخ 18 ماي 2005، للسنة الـ19 تحقيق أهدافها التي تتجلى أساسا في محاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي، ومساهمة المواطنين المعنيين في تشخيص حاجياتهم ومطالبهم وتحقيقها، إضافة إلى الحكامة الجيدة مع إشراك كل الفاعلين في التنمية وفي اتخاذ القرار.

وتعد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشروعا اجتماعيا تنمويا وورشا ملكيا خلاقا ومبدعا مفتوحا باستمرار وفلسفة رائدة تهدف إلى معالجة إشكاليات الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة وفق استراتيجية شمولية ترتكز على البعد الترابي والمقاربة التشاركية.

منصة الشباب الأمل

وفي هذا الصدد، وعلى غرار باقي عمالات المملكة، تواصل عمالة إنزكان آيت ملول تنزيل التوجيهات الملكية المتعلقة بهذا الورش الكبير، من خلال العمل على تحقيق أهداف المبادرة، ومواصلة المسار عبر إحداث مشاريع مهمة لها وقع إيجابي على ساكنة المنطقة. فبعدما كانت هذه العمالة سباقة لإحداث منصة للشباب “أركانة” على المستوى الوطني، أشرف الملك محمد السادس على تدشينها شهر فبراير 2020، تم هذه السنة وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، تدشين منصة ثانية للشباب أطلق عليها إسم “الأمل”.

ويأتي تدشين هذه المنصة والتي أعطى عامل الإقليم اسماعيل أبو الحقوق انطلاقتها، شهر مارس الماضي، ويقع مقرها بالنفود الترابي لجماعة الدشيرة الجهادية، في إطار تجسيد الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس للشباب، لتمكينهم من استفادة أفضل من البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات، الذي تمت بلورته طبقا للتوجيهات الملكية السامية، والمشتمل على عدد من التدابير الموجهة لاحتواء وتجاوز الصعوبات التي تعرقل ولوج الشباب حاملي المشاريع والمقاولات الصغيرة جدا والصغرى لسوق الشغل.

وتتوفر منصة الشباب “الأمل” على مجموعة من الفضاءات للاستقبال، وقاعة للاستماع والتوجيه وقاعة للإعلاميات بالإضافة إلى أربع ورشات للتكوين والمواكبة.

وتهدف منصة الشباب “الأمل” التي تم إنجازها بغلاف مالي بلغت قيمته 3.203.022 درهم، إلى دعم 360 شخصا سنويا، تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما في بناء استقلالهم الاقتصادي والمادي من خلال توجيههم والاستماع إلى مقترحاتهم، كما تروم هذه المنصة تشجيع ريادة الأعمال لفائدة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما من خلال دعمهم ومرافقتهم لإنشاء مشاريعهم الخاصة على أرض الواقع.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن منصة الشباب “الأمل” تسعى إلى تحسين قابلية التوظيف لفائدة 200 شخص في العام، عبر تقديم مجموعة من الخدمات الأساسية التي تروم تمكين الشباب من اكتساب قدرات ومهارات جديدة من خلال الانخراط في دورات تكوينية مكثفة في اللغات ومجال الاعلاميات.

فضاء شبابي للاستماع والتوجيه والتكوين والمواكبة

وقد قام موقع “برلمان.كوم” بزيارة لهذه المتصة للاطلاع عن قرب عليها ومدى نجاحها في تنزيل بعضا من أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على مستوى عمالة إنزكان آيت ملول، حيث يعتمد المشرفون عليها في استقبال الشباب الراغبين في الاستفادة من خدمات المنصة، على مسار يبدأ من بداية ولوج الشاب للمنصة إلى وصوله لمرحلة الخروج منها وهو ملم بجميع الأمور التي يحتاجها لإنجاح فكرة مشروعه وبلورتها على أرض الواقع، كل هذا في ظرف 12 شهرا (سنة).

وبمجرد ولوجهم للمنصة، يجد الشباب في مدخل الباب المكلف بالاستقبال الذي يحرص على استقبالهم في ظروف جيدة تمنحهم الطمأنينة والثقة، قبل أن يضع بين أيديهم معلومات أولية عن منصة الشباب ودورها، إلى أن يصل لمرحلة تسجيل معطياتهم الشخصية قبل أن يحيلهم على المرحلة الثانية والمتعلقة بالاستماع، حيث يحرص الفريق المكلف بهذه المهمة، على الاستماع للشباب من خلال عرض أفكارهم ومطلباتهم، قبل أن تتم إحالتهم على المرحلة الموالية والمتعلقة بالتوجيه، ثم المواكبة.

وإلى جانب ذلك، يستفيد الشباب المسجلين بالمنصة من تكوينات مجانية، ترتكز بالأساس على كل ما يتعلق بالمقاولة والقوانين المنظمة لها، وكذا كل ما له علاقة بسوق الشغل ومستجداته، بالإضافة إلى دروس في التسويق وكيفية بناء براند من البداية، (بناء العلامة أو الماركة التجارية)، وبالتالي مواكبة التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم والاستفادة منه، حيث توفر المنصة متخصصين يسهرون على تكوين الشباب وتوجيههم ومواكبتهم، حتى يصلوا للمرحلة الأخيرة وهم متمكنين من أساسيات العمل المقاولاتي، ويكونوا حينها على علم بالشكل القانوني (مقاول ذاتي، تعاونية، شركة…) للاشتغال على مشروعهم وتنزيله على أرض الواقع.

إحصائيات

وكان محمد دردوري، الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، قد كشف خلال ترأسه مراسيم الاحتفال بالذكرى 19 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بمدينة الحسيمة، أن الآلاف من الشباب والشابات استفادوا من خدمات الإرشاد والتوجيه وإحداث ما يفوق 12 ألف مقاولة، ودعم أكثر من 4000 مشروعا.

وأكد دردوري في هذا الصدد، أن هذا الورش الملكي الرائد (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية) يجسد عمق وتبصر الرؤية الملكية السديدة التي تجعل المواطن في صلب التنمية، مشيرا إلى أن المبادرة عملت على محاربة الفقر والهشاشة، بالإضافة إلى تشجيع المشاريع المُدرة للدخل، والنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للفئات المحتاجة من خلال تحسين الولوج إلى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية للقرب، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل، والمشاريع المُحدثة لفرص الشغل.

وأشار الوالي دردوري إلى أنه وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، عملت المبادرة خلال مرحلتها الثالثة عملت بجدية وفعالية من خلال تثمين الرأسمال البشري، مركزة على الجوانب اللامادية وتعزيزها، وقد توّجت الجهود بتحقيق عدة إنجازات ذات طابع اجتماعي مهمة وكبرى، من بينها إنجاز أكثر من 43 ألف مشروع ونشاط بكلفة بلغت 28 مليار درهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى