تعقيبا على الاجتماع التشاوري لمجلس الأمن حول موضوع الوضع في منطقة “الكركرات”ـ جنوب الصحراء المغربية ، قال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن هذا الاجتماع انتهى من دون أي نتيجة تذكر، على الرغم من الإصرار الذي صدر عن بعض الحلفاء التقليديين لخصوم المغرب بالمجلس؛مشيرا إلى أن المجلس رفض بالكامل طلب “البوليساريو”، الذي دافع عنه أنصاره، وقف بناء طريق الكركرات.
وأضاف هلال في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن فشل “البوليساريو” وحلفائه يأتي بعد مرور 15 يوما على الصفعة التي تلقتها خلال مشاورات 28 غشت المنصرم، وبعد مرور 48 ساعة على رفض أعضاء حركة عدم الانحياز محاولة دعوتها كضيف خلال القمة التي ستعقد الأسبوع المقبل في فنزويلا.
وتابع أن عددا كبيرا من أعضاء المجلس أدان انتهاك الاتفاق العسكري رقم 1 من قبل “البوليساريو”، وتهديداتها باستئناف الأعمال العدائية بسبب بناء الطريق. كما رفض المجلس محاولات بعض الأطراف إحداث خلط بين العملية السياسية والأزمة بالكركرات.
وأوضح أن البعثة الدائمة للمغرب لدة الأمم المتحدة اتخذت، قبل هذا الاجتماع، إجراءات سريعة ومكثفة لشرح حيثيات قرار المغرب تطهير منطقة الكركرات، وتبليط الطريق الرابطة بين الأقاليم الجنوبية للمملكة وموريتانيا من أجل تأمين التنقل السلس للأشخاص والبضائع.
كما أكد على أن المغرب يحافظ على اتصال دائم ومنتظم مع أعضاء مجلس الأمن، سواء على مستوى تمثيلياتهم في نيويورك والرباط أو لدى عواصمهم على التوالي، مشيرا إلى أن أعضاء مجلس الأمن انتبهوا إلى حجج المغرب، التي أكدوها خلال الاجتماع، رغم استياء أعداء وحدتنا الترابية.
وحول رد فعل أعضاء المجلس إزاء تهديدات الحركة الانفصالية باللجوء إلى الحرب، قال الدبلوماسي المغربي “أريد أن أؤكد أولا أن الأمانة (العامة للأمم المتحدة) اعترفت بأن “البوليساريو” انتهكت بشكل صارخ الاتفاق العسكري لوقف إطلاق النار، بإرسالها إلى منطقة الكركرات عربات محملة بأسلحة حرب ضخمة، ودعتها بقوة إلى سحب قواتها”.
وأضاف أن أعضاء المجلس دعوا بالإجماع إلى احترام الاتفاق العسكري رقم 1، وإلى وقف التصعيد وضبط النفس. وهذه الرسالة كانت موجهة بشكل حصري “للبوليساريو”، التي هددت بالقيام بعمليات عسكرية لوقف بناء الطريق.
ومن جانبه، لم يهدد المغرب ، يقول هلال، في أي وقت من الأوقات باستخدام القوة، على الرغم من أنه يتوفر عليها. وقواتنا المسلحة الملكية الباسلة مستعدة لمواجهة أي عدوان. وبالموازاة مع هذا، جدد المغرب التأكيد لمسؤولي الأمم المتحدة على التزامه باحترام وقف إطلاق النار والاتفاق العسكري رقم 1. كما أوضح المغرب للأمانة العامة للأمم المتحدة ولأعضاء المجلس أن الأشغال التي يقوم به بالكركرات لها طابع مدني صرف ومحدود في الوقت والزمن، حتى انتهاء بناء الطريق. وهذا الهدف ذو طابع أمني من الناحية الاستراتيجية، والمغرب عازم بكل قوة على تحقيقه.
وفي سياق متصل أبرز الدبلوماسي المغربي، أن تفكيك شبكة دولية للاتجار في المخدرات، تتألف من أربعة عناصر من “البوليساريو”، الخميس الماضي، يعزز الأسباب التي تحكمت في عملية تطهير وبناء هذه طريق الكركارات.
واذكر في هذا الصدد أن التحقيقات التي أجرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية،أكدت بالأدلة والاعترافات، الروابط المباشرة والواضحة بين هذه الشبكة المتاجرة في المخدرات وتلك التي تنشط بالمنطقة من جهة، وبين الجماعات الإرهابية التي تنشط شمال مالي من جهة أخرى. كما كشفت تورط كبار المسؤولين في “البوليساريو” في عمليات الاتجار في المخدرات هاته.
من جهة أخرى قال هلال في ذات التصريح إن المغرب أعرب للمجلس عن مخاوفه من الخلط بين العملية السياسية، التي أطلقها المغرب من خلال تقديم مبادرة الحكم الذاتي، وانتهاك وقف إطلاق النار من قبل “البوليساريو”، وتهديداتها للسلم والأمن الإقليميين.
وأكد أنه لا ينبغي أن يتم توظيف وقف إطلاق النار، الذي يمثل قصة نجاح بعثة (المينورسو) على مدى ربع قرن، ولا أن يصبح ضحية التعثر الذي تعاني منه العملية السياسية.
وحول ما إذا كان المبعوث الشخصي كريستوفر روس قد طلب زيارة المغرب، قال السفير أن المغرب أخبر بذلك ، وكان ردنا للسيد روس واضحا :”الوضع الحالي غير مناسب لمثل هذه الزيارة. فالمغرب في عز الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية، وسوف يتم بعد ذلك تشكيل حكومة جديدة”.