الأخبارمجتمعمستجدات

الصحافة الجزائرية تحتفي بتصريحات منسوبة للزميل حميد المهداوي تجافي مصالح المغرب

الخط :
إستمع للمقال

ما اجتمعت أهواء الطغمة العسكرية الجزائرية على مواطن مغربي، مثلما أجمعت على الصحفي حميد المهداوي، الذي أسدلت عليه الكثير من الثناء والتطبيل.

ويحق للزميل حميد المهداوي أن يسعد ويحبر ويغتبط بهذا الكم الكبير من الإطراء الجزائري، الذي بات يقدمه كمرجع موثوق فيه للأخبار المتحاملة على جلالة الملك، والمهاجمة للشعب المغربي، والمناصرة للرئيس عبد المجيد تبون.

فقد هللت كثيرا الصفحات والجرائد الإلكترونية الجزائرية، المقربة من قصر المرادية ومن رئاسة الأركان، بالتحليلات المنسوبة للزميل حميد المهداوي، والتي اعتمدتها للابتهال و الدعاء ” بالانعتاق للشعب المغربي”، والتشفي في أوضاعه التي قالت أنها تعتصر القلوب.

كما وجدت الصحافة الجزائرية الموجهة ضالتها فيما قالت أنها “تصريحات حميد المهداوي”، والتي نسبت له فيها استيهامات خطيرة من قبيل “أن الشعب المغربي ينتظر بشغف كبير خطابات عبد المجيد تبون، لما تشكله من موعد مع الحقيقة، واستحقاق تواصلي مع الشعب الجزائري”، وذلك بخلاف ما نسبوا له أنها “سياسة الجالس على العرش بالمغرب”.

ولئن كان من حق حميد المهداوي أن يسعد بهذا التهليل الجزائري، باعتباره ثالث مواطن مغربي ينال شرف الاحتفاء بالجزائر بعد عبد العزيز المراكشي في السبيعينات وشميشة في الألفية الثالثة، فإنه من حقنا نحن كذلك أن نطلب حقوق المنشأ في حميد المهداوي، باعتباره “ملكية” من أصل أجنبي خاضعة لمبررات الأصل.

فلا يمكن تهريب حميد المهداوي من طرف الجزائريين بدون أداء الصكوك والمكوس، فنحن أولى بتحليلاته من الجزائريين، ونحن أحق، بحكم الدم والانتماء والأرض، بمعارفه الاستشرافية للمستقبل المنظور.

وبصرف النظر عن حقيقة التصريحات المنسوبة للزميل حميد المهداوي في الصحافة الجزائرية، وبقطع النظر عن فرضية “التصرف” العسكري في تطويعها وتوضيبها، فالمهم هو أن حميد المهداوي استطاع أن يفرض نفسه في الصحافة الجزائرية أكثر من الجزائريين أنفسهم.

وهذا سبق صحفي وإنجاز مهني لا يؤتيه الله إلا لمن اصطفاه من عباده النبهاء! ففي الوقت الذي يسجن فيه النظام العسكري الصحفي الجزائري إحسان القاضي مالك إذاعة (إم)، ويقوم بنفي عبدو سمار وهشام عبود وأنور مالك وغيرهم، فإنه يحتفي ويهلل، في المقابل، للزميل حميد المهداوي.

وهذا في حد ذاته نجاح فردي للزميل حميد المهداوي، ولكنه في المقابل انتكاسة جماعية للشعب المغربي، خصوصا إن صحت التصريحات المنسوبة للزميل الصحفي.

فأن تقدم الصحافة الجزائرية حميد المهداوي ناطقا باسم الشعب المغربي، وتنسب له تصريحات متحاملة ضد جلالة الملك والشعب المغربي ، فهذا منحى خطير وأسلوب أرعن إن صحت هذه التصريحات، وصحت هذه الإحالة على الزميل حميد المهداوي.

وفي انتظار تكذيب هذه التصريحات من طرف الزميل المهداوي، أو تصويبها عند الاقتضاء، فإننا سنبقى ننظر بعين الريبة لهذه التصريحات والمواقف مالم يثبت العكس، وكلما تراخى عامل الزمن دون تسريع التكذيب، ستبقى الصحافة الجزائرية تهلل وتطبل للزميل حميد المهداوي فوق هودج المساس بالمؤسسات الدستورية المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى