في الوقت الذي فاجأ فيه الشيخ حسن الكتاني متصفحي الموقع الأزرق بتدوينته المتعلقة ب “جهاد الطلب” واستغرابه لتنكر عدد من المفكرين المسلمين له، جاء الرد الضمني للقارئ عمر القزابري بعد هذه التدوينة بساعات، متحدثا عن أولوية مجاهدة النفس.
التدوينة المثيرة للجدل والتي تناقش ابتعاد المسلمين عامتهم ومفكريهم اليوم عن مفهوم “جهاد الطلب” وهو طلب المشركين وغزوهم في ديارهم لإعلاء كلمة الله، أثارت جدلا حول فحواها وتوقيتها الذي جاء متزامنا مع هجمات باريس، التي ندد بها عدد من العلماء والشيوخ في دول مختلفة.
وقال الشيخ الكتاني في تدوينته: “إنكار جهاد الطلب ظهر في بداية القرن على إثر الانهزام النفسي لجماعة من المفكرين المسلمين المنبهرين بالثقافة الأوروبية الغازية لديار الاسلام في (جهاد طلب) مسعور على بلاد المسلمين، فكان رد هؤلاء المنهزمين بتحريف الكلم عن مواضعه”.
وتابع الشيخ قائلا: “اليوم تتكرر الصورة.. الغرب (يجاهد طالبا) بلاد المسلمين، والمنهزمون ينكرون جهادا لولاه لكنا اليوم جماعة من الوثنيين نعكف على صنم نقدسه”.
وبعد ساعات من نشر هذه التدوينة، تحدث الشيخ القزابري على صفحته الرسمية بدوره عن أولوية جهاد النفس وضرورة التمسك به وسط عالم يعج بالفتن، الشيء الذي اعتبره عدد من المتصفحين ردا ضمنيا على التدوينة الأولى.
ومما جاء في تدوينة القارئ القزابري قوله: “هل جربنا جهاد النفس. وهل حملناها على مخالفة ما تهوى. (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى”.
وتعليقا منه على ما يشهده العالم من أفعال إجرامية للجماعات الإرهابية قال القزابري: “أما الذين يرون أن الجهاد هو التفجير والترويع وقتل الأبرياء وتخويف الآمنين. فهؤلاء ما عرفوا حقيقة الإسلام. وما فهموا سنة سيد الأنام. وما شموا رائحة العلم الذي به يعرف الحلال من الحرام. وحسبنا الله ونعم الوكيل من كل من يحاول تشويه ديننا بمثل هذه الأعمال”.
فهل يحتاج العالم اليوم “جهاد الطلب” وسط عالم منفتح على الأفكار والعقائد، ويعترف بالحقوق والحريات؟ أم يحتاج لجهاد النفس التي تقع فريسة سهلة للأهواء والضلالات؟