الأخبارركن الميداويغير مصنف

الشاعرة المغربية زكية المرموق ضمن كبار شعراء العالم لكتابة الملحمة الشعرية الإنسانية الكبرى للقرن ال21

الخط :
إستمع للمقال

اختيرت الشاعرة المغربية زكية المرموق، رئيسة فرع المغرب لرابطة الإبداع من اجل السلام، من بين نحو 90 شاعرا من العالم لكتابة ملحمة القرن الواحد والعشرين، ضمن أول مبادرة في تاريخ الشعر العالمي الحديث، يتم فيها كتابة عمل ملحمي جماعي تحت عنوان “مانسيرة”.

وصدرت الملحمة الشعرية الإنسانية الكبرى للقرن ال21، في نسختها باللغة العربية، عن دار التكوين في دمشق، في 260 صفحة من الحجم الكبير، في انتظار الترجمتين بالفرنسية والأنجليزية لهذا العمل الشعري، الذي أثنى عليه الكثير من الشعراء واعتبروه إنجازا عالميا يحدث للمرة الأولى في تاريخ الشعر العالمي.

وتتكون الملحمة التي شارك فيهها 88 شاعرا من أوروبا، وإفريقيا، وآسيا، وأمريكا، والوطن العربي، من مفردتين: (man)بالإنجليزية (الإنسان)، و (سيرة) بالعربية، وهي أول عمل شعري من نوعه على مستوى العالم، ينهل من قصائد مختلفة كتبت بعدة لغات، ويختزل ملحمة إنسان القرن الحادي والعشرين الذي هوإنسان التكنولوجيا والتحولات الرقمية، وأيضا إنسان الحروب المدمرة والتحولات البيئية القاتلة. وقد انتقلت الكثير من النصوص عبر وسائط لغوية وترجمات مختلفة، إلى أن وصلت إلى صيغتها العربية، حيث النص النهائي مرّ على أكثر من ذائقة بسبب الترجمة وإعادة الترجمة، كما تؤكد على ذلك مقدّمة الكتاب التي تتضمن شرحا ضافيا لكُنه وجوهر هذا العمل الشعري الملحمي الجماعي والعالمي، الذي لا يُعبّر، تقول المقدمة، عن رؤى مؤلفيها ومبدعيها فحسب، بل هو “صوت جميع شعراء وفناني العالم، ورسالة انتماء للجمال والحقيقة والحب، وللقيم السامية التي يؤمن بها الجميع”. 

وعن البعد الجمالي للملحمة التي تقع في عدة فصول وتبويباتداخلية مع أرقام مبثوثة بين النصوص الشعرية، فإنه، كما جاء في المقدمة، يحمل “شكلا شعريا جديدا يتمثل في التنويع اللانهائي لأشكال وأساليب الكتابة الشعرية والسردية، والقصص والشذرات، والمقاطع القصيرة التقريرية المباشرة، والإيحاءات الرمزية، بما يجعل القارئ أمام تجربة مختلفة وجديدة كُليا في معمارها النصي والبلاغي”، وهي في الوقت نفسه، تكشف “قدرة اللغة اللانهائية على التعبير بأساليب حتى وإن كانت متضادة في شكلها، إلا أنها يمكن أن تندمج فنيا لتوليد نص جديد وبأفق مفتوح على الاكتشاف في ممارسة الكتابة الأدبية. والأجمل أن هذه التجربة تنهل من كل لغات العالم لتنتج نصا شعرا عالمياقادرا على التعبير عن إنسان اليوم”.

ويأتي اختيار الشاعرة الكبيرة زكية المرموق، للإسهام في هذا العمل الإبداعي العالمي، بناء على تجربة شعرية واسعة، حققت فيها الشاعرة ارتقاءً كبيرا بالسقف الجمالي لفعل الكتابة التي عكفت على تحريرها من سلطة المرجعيات المألوفة، وممارسة فعل التغيير في النسق الكتابي شكلا ومضمونا، دون إلغاء روح الهوية المتأصلة في لغة الإبداع بشكل عام.

ويمكن رصد هذا الواقع من خلال مجموعة من النماذج التي تعكس تموضع قصائد الشاعرة بين فضاءين إبداعيين متباينين،ينطلق الأول من الموروث كقاعدة مرجعية في محاولة استكشافه وإعادة تركيبه، ويميل الثاني إلى اقتحام العولمة الثقافية من خلال الكتابة الحداثية، المجازية والتجزيئية، التي تميز النمط الغربي،عبر توظيفه لغة تصويرية حسّية، كما نلمس ذلك في ديوانها “كل غياب وأنت قريب”، غير البعيد في تشكلات أنساقه التعبيرية عما نلمسه عند بعض الأقلام الوازنة في الشعر الفرنسي من أمثال أندري مالرو، مارسيل بروست، وغيرهما.

وفي سياق هذا التميز المتشبع بالهوية المغربية، فإن المحصلة أن شعر زكية المرموق، كما أعرفها، يمثل إبداعا متميزا مغايرا للنمط الغربي في أشكاله ومضامينه. وحتى وإن استفاد من أجواء حرية النشر الغربية بشكل كامل، إلا إن جمالياته ظلت لصيقة بجماليات المتنبي، بدر شاكر السياب، شكيب أرسلان…، بشكل قد يكون أشد قوة من الجماليات الغربية. أما المضامين، فهي نابعة من ضمير مواطنة مغربية تحمل في كيانها تركة ثقيلة من هموم الاغتراب الوجداني والفلسفي والإنساني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى