دحض عمر هلال، السفير والممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، الذرائع والانتقادات التي وجهها السفير الجزائري، عمار بن جامع، لنظام الحكم الذاتي- المقترح من طرف المغرب منذ 2007 كحل لملف الصحراء المغربية- مشددا بشكل صارم ولا رجعة فيه على أن الصحراء جزء لا يتجزأ من التراب المغربي ولا يمكن التفريط فيه، ما وضع الطرف الجزائري في مأزق انعكس في المداخلة المتشنجة لبن جامع.
وأكد هلال، أمس الثلاثاء في الجمعية العامّة للأمم المتحّدة، “أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحظى بدعم أكثر من مائة دولة من كل جهات العالم. كما افتتحت قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام لمغربية الصحراء”، مضيفا أن المملكة “تظل متشبثة بحل سياسي نهائي للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية مما سيمكن من تعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة والقارة الإفريقية”.
وأشار السفير المغربي إلى الإنجازات التنموية التي حققتها المملكة في أقاليم الصحراء المغربية قائلا “إنه في إطار النموذج الجديد لتنمية هذه الأقاليم الذي رصدت له المملكة المغربية ميزانية فاقت إلى حدود اليوم 10 مليارات دولار وتم إنجازه بنسبة 81 في المائة، تم إطلاق مشاريع عديدة للتنمية السوسيو-اقتصادية”، مردفا أن “هذه المشاريع جعلت الأقاليم الجنوبية قطبا جهويا للمبادلات التجارية بين إفريقيا وبقية دول العالم”، قائلا إن “دي مستورا عاين شخصيا هذه الإنجازات، خلال زيارته لمدينتي العيون والداخلة في الصحراء المغربية في بداية هذا الشهر”.
وفي المقابل؛ سطّر عمر هلال على التجاوزات التي تقوم بها الجزائر في مخيمات تندوف مشيرا إلى أن “المملكة قلقة بخصوص الوضع الإنساني الكارثي الذي تعرفه المخيمات”، وقال إن “الجزائر الدولة المضيفة فوضت سلطتها بشكل غير قانوني لجماعة مسلحة انفصالية ذات ارتباطات مؤكدة وموثقة مع شبكات إرهابية وإجرامية” في إشارة إلى البوليساريو”.
وعقب ذلك؛ طالب هلال المجتمع الدولي بالنظر في رفض الجزائر السماح بتسجيل وإحصاء السكان المحتجزين بالمخيمات، في انتهاك واضح وصارخ للقانون الدولي وللنداءات المتكررة لمجلس الأمن منذ سنة 2011، منددا كذلك “باختلاس قيادات البوليساريو للمساعدات الإنسانية الموجهة إلى المحتجزين في مخيمات تندوف، كما شهدت على ذلك تقارير المنظمات الدولية والإقليمية وغير الحكومية؛ وآخرها برنامج الأغذية العالمي، في تقريره الصادر في يناير 2023”.
هذا، وأشاد السفير المغربي جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي ستيفان دي مستورا إلى الصحراء المغربية والتي تسعى إلى إعادة إطلاق مسلسل الموائد المستديرة لحل النزاع، طبقا للقرار 2654 لمجلس الأمن مشددا في الوقت نفسه على أن “الحل النهائي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل لن يكون إلا سياسيا وواقعيا وعمليا، ومبنيا على التوافق”.