أبرز السفير والمستشار الدبلوماسي السنغالي، أمادو ديوب، أول أمس السبت بدكار، خلال حفل تقديم كتابه الجديد “السنغال مجال متطور وتحديات”، الطابع الاستثنائي للعلاقات الممتدة منذ قرون بين المملكة المغربية وجمهورية السنغال، باعتبارها نموذجا للتعاون المتميز جنوب جنوب.
ويستحضر هذا المؤلف الذي كتب مقدمته الرئيس ماكي سال، معالم الدبلوماسية السنغالية على مفترق طرق العلاقات الدولية وفق منظور استحضاري واستشرافي للمستقبل، كما يتناول الكتاب (238 صفحة) الصادر عن دار هارماتان السنغالية مبادئ الدبلوماسية السنغالية الغنية في ثوابتها وعلاقاتها بالقضايا الدولية المتعددة.
وفي حديثه بهذه المناسبة، أشار السفير أمادو ديوب المستشار الدبلوماسي السابق للرئيس، والمستشار الدبلوماسي الحالي لرئيس الجمعية الوطنية السنغالية، إلى أن هذا المؤلف يشكل امتدادا لكتابه الأول الصادر عام 2005 بعنوان “السنغال: معالم وعظمة الدبلوماسية”.
وأضاف أن الكتاب يسلط الضوء على أساسيات الدبلوماسية السنغالية، والتي تتمثل في الوحدة الإفريقية والتوازن، ودبلوماسية حسن الجوار، وتعزيز السلام والأمن، والدفاع عن حقوق الإنسان، وتنويع الشركاء.كما أوضح أنه يتتبع أيضا جوانب عديدة من الدبلوماسية السنغالية في السياق الإفريقي والدولي.
وفي تحليله لمجالات العمل الدبلوماسي في السنغال، خصص المؤلف مساحة للشراكة الممتدة لقرون بين المغرب والسنغال، مؤكدا على الطبيعة الاستثنائية للعلاقات بين البلدين.
وتطرق السفير، إلى التميز الاستثنائي لهذه العلاقات التي رسخت نفسها كنموذج للتعاون المعزز جنوب – جنوب على كافة المستويات، منوها بالإجراءات والمبادرات التي قام بها الملك محمد السادس والرئيس ماكي سال في تطوير هذه العلاقات العريقة وتعزيزها.
وذكر المؤلف بأن العلاقات بين السنغال والمغرب تعود على الأقل إلى القرن ال 11 عندما وصل المرابطون إلى ضفاف سانت لوي، مضيفا أنها تأخذ شكل روابط متينة بكل أنواعها محبوكة بين أهل البلدين، في تناغم كامل.
وأشار ذات المؤلف إلى أن هذا الانصهار التاريخي الودي والعميق بين السنغال والمغرب، خصب بشكل دائم تعاونا استثنائيا، قاده المغفور له الملك الحسن الثاني والرئيس سنغور، وتعمق مع الرئيس ضيوف، وعززه الملك محمد السادس مع الرئيس واد، وثم مع الرئيس سال.
وأكد أيضا على أن السنغال والمغرب يحتفظان بروابط في جميع القطاعات تقريبا، مع وجود العديد من الاتفاقيات الهامة في الكثير من المجالات بما في ذلك البنوك والتأمين والبناء والأشغال العمومية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر والتدريب العسكري والبنية التحتية والطاقة والفلاحة والثروة الحيوانية والصيد البحري والصناعة الفلاحية والصحة والنقل والمناجم والإسكان.
وأشار ديوب إلى أن الخطاب الذي ألقاه الشيخ عبد العزيز دباغ سي أمام المغفور له الملك الحسن الثاني والرئيس الراحل ليوبولد سيدار سنغور خلال تدشين المسجد الكبير في دكار عام 1964 ظل محفورا في الذاكرة الجماعية السنغالية المغربية، ويلخص باستمرار كل ما يربط بين الشعبين منذ فجر التاريخ.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أكد ديوب أن “السنغال ستكون الحليف الأكثر إخلاصا، والمدافع الأكثر إصرارا، والأكثر ثباتا في الدفاع عن مغربية الصحراء، بحكم الواقع والقانون، وفق معطيات التاريخ والإرث الحضاري والإجتماعي”.