الزيارة الملكية للخليج.. هل يدفع حياد المغرب بإنهاء الأزمة الخليجية؟
يترقب الجميع بلا استثناء ما ستسفر عنه الزيارة الملكية التي بدأها الملك محمد السادس رسميا منذ أمس الأربعاء لدول خليجية، وانطلقت بحضوره فعاليات افتتاح متحف “لوفر أبو ظبي” والتي ستستمر في دولة الإمارات العربية حتى الـ11 من نوفمبر الجاري، قبل أن تنتقل في المرحلة المقبلة إلى دولة قطر في زيارة رسمية كذلك.
وإذا كانت الزيارة الملكية هذه، قد بدأت بطابع ثقافي، إلا أن كثيرين يرون في توقيت برمجتها، الذي يوافق الأزمات المشتدة والمتعالية في المنطقة الخليجية بالخصوص والبلدان الإقليمية المحاذية عموما، والتي تميزها الأزمة المشتعلة بين دول الإمارات والسعودية والبحرين من جهة، وبين دولة قطر من جهة أخرى، وهي الأزمة التي دخلت شهرها السادس، دون أن تجد طريقها للحل، (يرون فيها) مدعاة للاهتمام خصوصا إذا ما استطاعت تذويب حدة الصراعات بين الأشقاء الخليجيين، لتركيز الاهتمام حول التعاون بدل التعارك.
محمد معاذ شهبان، الباحث في العلوم السياسية، اعتبر أن “جولة الملك محمد السادس الخليجية، والتي تشمل كلاً من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، في وقتٍ يمر به مجلس التعاون لدول الخليج بأزمة لم يشهدها منذ تأسيسه في ظل تنافر واضح، مردهُ أساسا لاختلاف الرؤى والإيديولوجيات والتباين الكبير في السياسة الخارجية والتموقع الإقليمي لدى كل فريق”.
ويوضح شهبان المتخصص في الدبلوماسية الملكية، أنه وفي الوقت “الذي ارتأت فيه دول عربية مقاطعة قطر أسوة بالقرار الذي بادرت إليه كل من الإمارات والسعودية، حافظت المملكة المغربية على حيادها وغلبت طابع الحكمة والتأني على الاصطفاف إلى جانب فريق دون آخر، وهو ما جعل السياسة الخارجية للمغرب حيال الأزمة الخليجية تحظى باهتمام إقليمي ودولي”.
ويذهب المتحدث إلى أن “هذه الزيارة الملكية، قد تكون زيارة لرأب الصدع بين الأشقاء على اعتبار الحظوة التي يتمتع بها الملك محمد السادس لدى العائلات الحاكمة بالخليج والعلاقات المتينة التي تربط العائلة الملكية بآل نهيان على الخصوص والتي رسخ أواصرها الراحلان الحسن الثاني والشيخ زايد، إضافة للعلاقة الخاصة التي تجمع الملك بالقيادة القطرية والتي ازدادت ألقا مع صعود أمير قطر تميم للحكم منذ 2013”.
ويتابع “إن كان أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح وسيط صلح منذ بدء الأزمة بزياراته المتكررة لكل من قطر والدول الخليجية الثلاث المقاطعة لها فإنه يعول على الزيارة الملكية الحالية أن تضخ دماء جديدة من شأنها بث ليونة في شدة المواقف الرسمية لدى المعسكرين بصفة المملكة الحيادية وخبرتها الدبلوماسية”.
ويضيف “ولعل قوة وتميز الدبلوماسية الملكية سيضفيان على هذه الجولة الخليجية خصوصية وصبغة مميزة، إذا ما نظرنا لانخراط المغرب في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وتوافق الرؤى بخصوص عدد من الملفات الإقليمية وإجماع قادة الدول المعنية على رفض المساس بالوحدة الترابية للدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما يشكل نقط للالتقاء بين أشقاء الخليج”.