الخط :
قال عبد العزيز الرماني الخبير في الاقتصاد الاجتماعي إن حادثة الحافلة التي وقعت قرب مدينة طانطان، يجب أن تستحضر لدينا أكثر من تساؤل حول من يتحمل المسؤولية فيها، خاصة أن نصف الضحايا كانوا من الأطفال الأبرياء والشباب الواعد.
وفي انتظار ظهور نتائج التحقيق قال الخبير الاقتصاد الاجتماعي، الذي كان ضيفا على نشرة اخبار قناة “ميدي آن تيفي” أن مسؤولية الإنسان توجد في صلب الكارثة، وأنه يجب ان لا نقتصر في تحميل المسؤولية على السائقين فقط، فالجشع والتهور والطيش وانعدام اليقظة وضعف وغياب الضمير المهني والفساد المستشري في حياتنا كلها آفات تنخرنا وتتسبب لمجتمعنا في كارثة تلو أخرى.
وقدم الخبير معطيات عن هشاشة طرقنا، وعن انعدام الجودة في إنجازها، مستشهدا بحالة الطريق المزدوج الذي يمر من الرباط، ويربط شمال المغرب بجنوبه، والذي أصبح مملوءا بالحفر قرب قنطرة أبي رقراق مما قد يتسبب في حوادث أخطر بالليل أو النهار.
وحول الانعكاسات الاقتصادية والاجتماعية لحوادث السير تحدث عبد العزيز الرماني عن التكاليف لمباشرة التي تؤديها الدولة والتي يفوق حجمها 15 مليار درهم، إضافة إلى تكاليف الإسعاف والإطفاء، والخدمات الطبية، وحجم التـأمين المقدم لتعويض الضحايا او لإصلاح العربات.
وتوقف الخبير في الاقتصاد الاجتماعي عند الخسارة الكبرى التي يتكبدها المغرب في فقدانه لرأسمال بشري مهم بسبب الحوادث، وعند الآثار الجسدية والنفسية الجسيمة التي تسببها هذه الحوادث لضحاياها او لآلاف العائلات التي تصاب بنكسات اجتماعية او اقتصادية او نفسية إثر هذه الحوادث.
وبخصوص الأرقام المخجلة التي تسجلها حوادث السير قال الرماني انها تفوق احيانا 4000 قتيل في السنة، وهو ما يعني 12 قتيلا في اليوم، مشيرا إلى أن ضعف بنياتنا الطرقية بالمقارنة مع دول غير بعيدة عنا يحبطنا ويخجلنا.
وخلص الخبير الاقتصادي إلى أن حالة حادثة طانطان يمكن إجمالها في شيئ واحد، وهو أن الفساد وضعف المراقبة، وقلة اليقظة هي التي جعلت الإنسان بجشعه وتهوره يقدم الأطفال الأبرياء “كقرابين للنيران لتلتهمهم” وأن هذه الحادثة يجب ان توقظ لدينا الضمير المهني والإنساني.