ناقش أكادميون مغاربة، أمس الخميس، ندوة تم خلالها تسليط الضوء على موضوع “الذكاء الاصطناعي والمكتبات “، وذلك في إطار سلسلة ندوات بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط في دورته 29، المنظمة من 9 إلى 19 ماي 2024.
وعرفت الندوة مشاركة مجموعة من الأكاديميبن من بينهم نبهان بن حارث الحراصي (سلطنة عمان)، و الأكاديمية المغربية نزهة بلخياط، ولغول هناء أستاذة بمدرسة علوم المعلومات، والأستاذ الباحث عز الدين بناني.
واستعرض المشاركون في الندوة، الثورة التي أحدثتها تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعة المعلومات، وتوليد المعرفة، وهي اختصاصات تتداخل مع وظائف المكتبة على مر العصور من حيث التأثير والتأثر، وكيف يمكن للمكتبات أن تتعاطى مع منتجات معرفية وبيانات مصدرها تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأجمع المتدخلون على وجود جملة من التحديات التي تفاقمت بظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل أخلاقيات البحث العلمي والملكية الفكرية، والتوثيق، مع كيفية التعاطي معها في ظل ضعف التشريعات والقوانين الضابطة لاستخدام هذه التقنيات.
وسجل المتدخلون، أنه ليس هناك تخوف من المستعمل فقط (فرد أو مؤسسة) وإنما هناك تخوف من أصحاب صياغة هذا الذكاء الاصطناعي. و هذا كله يدعونا إلى مواجهة انفجار المعلومات والأخطاء المقصودة وغير المقصودة.
وفي مداخلتها، قالت الأكاديمية نزهة بلخياط، إن الإنفجار الهائل في عالم البيانات و المعلومات التي أصبحت تقاس “بالزيطا بايت” دفعتنا إلى استعمال الذكاء الاصطناعي، لمواجهة الأخطاء المقصودة وغير المقصودة، وهذا ما سهل إمكانية العقل البشري لنشره واستعماله وتوليده، مؤكدة أن وظائف المكتبة جمع المعلومات وجمع ونشر تغيرت طريقة التعامل والمعالجة والنشر والاستعمال، مسجلة أن جامعة القرويين من أقدم الجامعات في العالم الرائدة في مجال الحفظ.
وختم الأكاديميون الندوة بالتسائل حول إشكالية هل المكتبات بطبيعتها ومكوناتها الحالية قادرة على التعايش والتفاعل مع التقنيات الحديثة أهمها تقنيات الذكاء الاصطناعي؟ والملكية الفكرية هل ستعود للآلة الذكية أم لمن إخترعه؟
وتتواصل فعاليات الدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى غاية 19 ماي الجاري. ويعرف هذا الموعد الثقافي مشاركة 743 عارضا من 48 دولة، وسيقدم للقراء 100 ألف عنوان، في ثلاثة ملايين نسخة، مع نقاشات تتخلل 241 فقرة ثقافية.
