بات تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي يفرض تحولا تدريجيا على مجال الاستثمار والاستشارات المالية. فقد أصبحت هذه التقنيات تلعب دورا متصاعدا في تحليل البيانات، وتوقع اتجاهات السوق، واتخاذ القرارات الاستثمارية بشكل أسرع وأكثر دقة من الأساليب التقليدية أحيانا.
وتعتمد بعض شركات الاستثمار الآن على خوارزميات التعلم الآلي لتحليل كميات هائلة من البيانات المالية وغير المالية، ما يتيح لها تحديد الفرص الاستثمارية الناشئة وتقليل المخاطر المحتملة.
وفي هذا الصدد؛ كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، في تقرير لها، أن مديري الأصول يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لتوجيه قرارات الاستثمار وتتبع عادات مديري المحافظ وتحديد فرص الربح.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في بنك “جيه بي مورغان”، قولهم إن البنك يخطط في وقت لاحق من هذا العام لتوسيع استخدام أداة الذكاء الاصطناعي التوليدية التي تشير إلى قرارات مشكوك فيها من قبل مديري المحافظ، مثل احتمال بيع الأسهم عالية الأداء في وقت مبكر.
وتبعاً لرئيس منصة الاستثمار في البنك،كريستيان ويست، فإن الأداة التي يطلق عليها “Moneyball”، تهدف إلى تحليل كيف تصرف مديرو المحافظ هم والسوق في ظروف مماثلة، وتساعد على تصحيح التحيز وتحسين عملياتهم.
ومن جانبها، قامت شركة Voya Investment” Management” بالفعل بتطبيق محلل افتراضي يمكنه مراقبة الأسهم بحثاً عن المخاطر المحتملة، مما يكمل طاقم البحث البشري للشركة.
وأشار تقرير الصحيفة، إلى أن محلل الذكاء الاصطناعي في “Voya” أظهر، إلى الآن، نسبة جيدة من القرارات (الصحيحة والخاطئة)، ما يجعل تنبيهاته “إشارة عالية القيمة”، وفق الرئيس المشارك لقسم الذكاء الآلي في “Voya”، غاريث شيبرد، والذي شبه العملية بإشارات قراءة الطيار ومساعده من نظام إدارة الطيران بالطائرة.