منذ حوالي عشرة أيام و مصطفى الخلفي، وزير الإتصال و الناطق باسم الحكومة، يسارع الزمن لتمرير مقترح قانون يهم قطاع السمعي البصري حيث جند نواب حزبه و لجأ إلى المناورات و الكذب كعادته على أعضاء لجنة التعليم و الثقافة و الإعلام التي تترأسها حليفته في الحكومة كجمولة بنت أبّي، من أجل أن تصادق اللجنة على مقترح القانون الذي كان قد تقدم به الراحل أحمد الزايدي قبل حوالي سنتين.
وصرح بعض أعضاء اللجنة لموقع برلمان.كوم أنهم لم يفهموا استعجال مصطفى الخلفي محاولة تمرير المقترح المذكور الذي أخرجه فجأة من سلة المهملات و يسعى لتمريره بأي طريقة قبل نهاية الولاية الحالية، قبل أن يكتشفوا أن الوزير قام بتغيير عدد كبير من بنوده بعضها لا يتماشى و أحكام الدستور.
ويبقى السؤال الجوهري هو هل بعث الخلفي بنسخة من هذا النص للأمانة العامة للحكومة أم لا؟ فإذا لم يفعل فلماذا؟ و إذا فعل، فكيف وافقت مؤسسة ادريس الضحاك على نص قانوني يضم بنودا تتعارض مع الدستور؟
و خلال النقاش، دخل الخلفي غير ما مرة في مشادات كلامية عنيفة مع بعض النواب الذي طلبوا مزيدا من الوقت لدراسة المقترح الذي سبق للهيأة العليا للسمعي البصري (هاكا) و هي مؤسسة دستورية أن أبدت رأيا سلبيا بخصوصه، و كذا الإستماع للممثلي و مهنيي القطاع، خاصة مسؤولي القطب العمومي الذي سيسري عليه مقترح القانون إذا تمت المصادقة عليه.
و أكد الخلفي للنواب أن مؤسسات القطاع المعنية أعطت موافقتها على هذا النص قبل أن يكتشفوا أنه كذب عليهم حيث لم تُبْد أي مؤسسة رأيها بخصوصه لأنها لم تُستشر في الموضوع. و اكتشف النواب أن رئيس القطب العمومي و رئيس مدير عام الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة فيصل العرايشي بعث برسالة إلى رئيسة اللجنة كجمولة بنت أبِّي يخبرها فيها عدم علمه بمقتضيات المقترح، لكن كجمولة لم تطلع بمحتواها أعضاء اللجنة في تواطؤ صارخ مع مصطفى الخلفي.
و حسب بعض النواب، فإن النقاشات التي انطلقت أمس الإثنين داخل اللجنة و تستمر اليوم الثلاثاء عرفت توترا كبيرا و أبدى خلالها مصطفى الخلفي تشنجا و “نرفزة” كبيرة اتجاه النواب المطالبين بمزيد من الوقت من أجل دراسة عميقة للنص و الإستماع إلى رأي مسؤولي و مهنيي القطاع.
و وصف كثير من أعضاء اللجنة بالشعبوية بعض بنود المقترح التي من شأنها أن تضع ألغاما مستقبلية لكافة القطاع، كما تسائل أحد المهنيين إن تمت صياغتها بمقر حركة التوحيد و الإصلاح، الدرع الدعوي لحزب العدالة و التنمية اللذين ينتمي إليهما مصطفى الخلفي.