الحموني: جو مدينة ميسور الرمضاني جميل واكراهات برلمانيي المناطق النائية كبيرة
في حوار مع النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي بدائرة اقليم بولمان رشيد الحموني، سألنا النائب عن طبيعة العمل بمنطقة “ميسور” واكراهات تسليط الضوء على منطقته، وواقع التحديات التي تواجه المدينة، لينقلنا الحديث الى داخل اروقة الحزب وقراءة اعضائه للمرحلة الراهنة وتصوراتهم للمستقبل، كما لم يغفل الحوار الجانب الحياتي والشخصي للحموني وكيفية قضاء ساعات يومه الرمضاني.
برلمان: السيد الحموني، باعتباركم نائبا عن منطقة نائية، لها تحدياتها الكبيرة وطموحاتها الواسعة، كيف تنظر لموقعكم الى جانب النواب الاخرين؟ هل تسجلون اختلافا من نوع ما؟هل ترون ان على عاتقكم مسؤوليات اكبر؟
الحموني: لا اقول انني مختلف، او انني استثناء لكنني لا انكر ان اكراه البعد هو اكبر عقبة تعترضني، ان المسافة بين منطقتي وقبة البرلمان تقدر ب 400 كلم، واحتاج يومين كاملين لبلوغ العاصمة، هذا السفر الطويل بين اقليم بولمان والرباط لحضور جلسات البرلمان يعد أمرا مرهقا، له اثاره وتبعاته.
برلمان: كيف هي حياة الحموني اليومية في ظل هذا الوضع؟
الحموني:تعودنا على هذا النوع من الضغوط وهي تعيننا على مهامنا، فهي تعد تجربة مهمة وقيمة، لكن بين ضرورة حضور الجلسات وضرورة التواجد بالدائرة للتواصل مع المواطن، اعيش صراعا هائلا، احاول ما امكن ان اوفق بين جانبيه.
برلمان: هل يرى الحموني ان النيابة عن سكان منطقة كمنطقة “ميسور” المختلفة جغرافيا عن اخواتها يفرض نوعا من الاختلاف في طبيعة سكانها؟
الحموني: بطبيعة الحال، فمتطلبات المواطن الذي يعاني بهذه المناطق أكثر من غيره، لاختلاف وضعه وحساسية موقعه، يجعل على عاتقنا اثقالا اضافية في غياب تفهم عدد من المواطنين لمحدودية امكاناتنا امام تحديات المنطقة الضخمة.
برلمان: أ يعني ذلك ان العلاقة بينكم وبين المواطن تشهد توترا من نوع ما؟
الحموني: ابدا، هي علاقة طيبة وغير متوترة، لكن لا نخفيكم أن انتظارات المواطن كبيرة وهو محق فيها، الا انه لا يمكن تلبيتها كلها في ظل امكانات محدودة وفترة زمنية لا تتجاوز الاربع سنوات.
برلمان: وماذا يعتزم مسؤولو المنطقة ازاء هذا الاشكال؟
الحموني: يسعى كل من موقعه لتقديم الافضل، لكن الصدق يقتضي ان نقول انه من الصعب ان تلبى جميع متطلبات بولمان التي بحجم بلجيكا، وحدها الطرقات مشكل ضخم ، حيث يصعب تغطيتها جميعا، ولو كنت وزيرا لما وسعني الكثير، هذا الاقليم يحتاج كثيرا من الجهد وكثيرا من الوقت، وفي غياب هذه الضروريات فاننا نحاول ما استطعنا ان ننتهج مبدأ الاولويات والضروريات لتفادي الضرر.
برلمان: كيف يقرأ الحموني المشهد السياسي للاتحاد؟
الحموني: الوضع مقلق، واتحدث هنا كنائب، لكون علاقتي وعلاقة الفريق بالحزب تتسم بالخلاف حول طريقة التدبير وسياسة العمل مع البرلمانيين.
برلمان: لو يقربنا الحموني أكثر من المشهد؟
الحموني: معركتنا الاولى كانت متعلقة باقالة رئيس الفريق الزايدي بدون استشارتنا كفريق برلماني، وسجلنا رفضنا التام، فنحن لا نقبل هذا التوجه ولو كان قانونيا مع انه ليس كذلك، باعتبار المبدا الاخلاقي يدعو الى استشارة النواب.
برلمان: هل ميلكم للزايدي دون لشكر كان اساس الخلاف؟
الحموني: ابدا، لقد كان الزايدي ذا صفة شرعية، واقالته لم تكن كذلك، ان اعتراضنا على العملية، كان عليهم استشارتنا، فالمكتب السياسي قال قولته دون العودة الينا، ثم بعد الاقالة عينوا ابوزيد بدون استشارتنا، وتمت المصادقة على اللجنة الادارية التي عرضت علينا، لنرفضها بالاغلبية المطلقة ونظل متوقفين عن اشغال البرلمان 15 يوما، ولكن ونزولا عند رغبة المناضلين بالحزب ولرأب الصدع تقدم الزايدي باستقالته بعد التشاور معنا ليقدم بعد ذلك لشكر نفسه كبديل لرئاسة الفريق.
برلمان: في هذه الحالة ماذا كان موقفكم؟
الحموني:نحن لم نكن ضده، لكن على الاقل وفي هذه الحالة تمت استشارتنا، وقد تجاوزنا على العموم هذه المرحلة لمصلحة البلاد.
برلمان: امام كل هذه الاضطرابات كيف تنظرون لمستقبل الاتحاد؟
الحموني: مستقبل الحزب نحو الاسفل، فالمشاكل عدة ومن كل جهة: لديك الانقسامات في النقابة، زد عليه ما وقع بمؤتمر الشبيبة الاتحادية ببوزنيقة و ما شهده من اعمال العنف واستخدام الكريموجين، هذا غير مشرف على الاطلاق ونعتبر هؤلاء دخلاء لا علاقة لهم لا بالحزب ولا بفكره.
برلمان: كيف سيتصرف الحزب امام هذه السلوكات ام انه يكتفي بالتنديد؟
الحموني: مايجري يؤدي لانهيار الحزب، ماضي مؤتمراتنا مشرف زاخر بالحوار والنقاش الجاد وتداول الافكار اما الشغب لم يكن يوما من سمة شبيبة الاتحاد. ودعوني اقول أن طريقة اختيار المؤتمرين واعتماد التعيينات وكذا الخروقات الكثيرة التي سجلت، قد تسببت بهذا الانفجار، اللا ديمقراطية في اختيار المؤتمرين وغياب الانتداب وعدم انعقاد جمع عام، فجر الوضع الذي لسنا بصدد تبريره، ولكن نذكر بأن المؤتمرين كانوا يمرون من عين الابرة فيما مضى، اما الان فالوضع مختلف.
برلمان: اذا سألنا الحموني عن كيفية قضاءه هذا الشهر الفضيل فماذا سيقول؟
الحموني: اقضي الشهر الكريم بشكل لا يختلف كثيرا عن الايام العادية، يومين في الطريق يومين بالبرلمان يومين مع العائلة والمواطن،لا استشعر تغييرا كبيرا، ونحمد الله ان الصيام يمر متيسرا في غياب العطش الشديد او الجوع المهلك.
برلمان: كيف هو جو مدينة ميسور الرمضاني؟
الحموني: جو ميسور حار عموما، وبعض ايامه الرمضانية هذه السنة كانت باردة، لكن الجو طيب اجمالا ورمضان بميسور جميل
برلمان: ماهي نشاطات الحموني برمضان؟
الحموني: النشاطات محدودة حاليا مع ضيق الوقت، البرلمان يشغل سائر اوقاتي، وان كانت ثمة نشاطات فهي مرتبطة به، اننا نوقع مثلا على مشاريع قوانين مطالبون بان نلم بتفاصيلها مع انها ليست من اختصاصاتنا، لن يسعنا ان نفهم مجال الاسرة والمراة والصحة والرياضة جميعا، نحتاج اطرا من داخل الحزب ليخلقوا نشاطات اراها ضرورية وغائبة، فنحن لا نحظى لا بتأطير ولا بأيام دراسية ولا بورشات ان الحزب غائب بشكل محزن… ربما انتهت الاطر من الحزب او وربما لم يعد مهتما على الاطلاق.
برلمان: كيف يؤثر ذلك على ادائكم؟
الحموني: هذه كارثة ستوجه البرلماني للتوقيع على امور لا علم له بها، تعرض علينا مشاريع قوانين نجتهد في البحث فيها وفي نصوصها الاصلية ومستجد تعديلاتها بشكل شخصي في الحين الذي يجب ان توجه لنا اثارة من العناية والاهتمام كي لا نمرر قوانين تضر المواطن ولا تنفعه. كيف لنا ان نوفر هذه الامور و الوقت ضيق بين التزاماتنا الادارية و كتابة الاسئلة الشفهية والكتابية يدويا، وكذا المداخلات… ظروف الاشتغال صعبة جدا.
برلمان: كلمة اخيرة لموقع برلمان؟
الحموني: نتمنى لاسرة الموقع الصحة والسلامة بمناسبة الشهر الفضيل، ومن منبركم نبارك للمغاربة جميعا حلول شهر الرحمة كما نتمنى استمرارية هذا النوع من الحوارات باعتباركم منبرنا للمواطن…نتمنى ان تبلغوه اكراهاتنا كما تبلغوننا مشاكله. واشكركم جدا ورمضان كريم.
حاورته سكينة بن بلا
السلام عليكم – أولا مدينة ميسور ليست نائية فإدات كانت كذلك ماذا نقول عن الأقاليم التي تمتد شرق ميسور و شماله و ماذا نقول عن الأقاليم الجنوبية … منطقتنا في قلب المغرب و مسافة 400كلم تتطلب منا خمس ساعات للوصول إلى هذا الرباط – فعلى العموم المسافة لم تكن في يويم من الأيام مقياس للنمو أو عدمه
ما يهمنا كمواطنين بالمنطقة و كأبناء المنطقة : ما الفائدة من حضوركم في هذا البرلمان – ماذا جلبتم لهاته المدينة الحزينة المهمشة المقصية من كل مخططات و مشاريع الدولة – أية كعكة جلبتم لها و لنا – ما موقع برنامجكم الذي صوتنا لأجله – أية قيمة مضافة أعطيتم لهاته البقعة من الإرض أية استثمارات و أية مشاريع و أية رؤية و لو قريبة المدى لديكم (فأربع سنوات لا تكفي طبعا و أربعين سنة لا تكفي و مائة ستة أيضا لا تكفي …….
ما نحتاجه في تلك البقعة من الأرض لا أقول برلمانيا صنديدا و نزيها و مجتهدا – نحتاج إلى الوعي و التوعية نحتاج إلى المعرفة حتى نرقى إلى مستوى التمييز بين الذين لا يهمهم سوى أصواتنا في الإنتخابات و الذين هم مستعدون ليفدوا ميسور بأرواحهم …
إليكم سلامي و أرجو من العلي القدير أن يبدل ما في نفوسنا أولا
تحية احترام
في المجال التشريعي لكم ماتريدون لكن نريد برلمانيا لاينسى تعهداته لمن صوتوا له مثلي ؛ الصدق ؛ الصدق … وان تبث الاختلال في اداء المسؤوليات من اهله يتنصل من احترامنا له……لا تنسى انك مسؤول امام الله ولن نسامحك في تعهداتك لنا قبل الانتخابات ؛ ويمكنك الرجوع الى قريبك جواد؛ عاهدتمونا ونسيتم او تناسيتم تعهداتكم ؛ لكم ما تشاؤون لكن من مسؤوليتنا نحن اللدين صوتنا عليكم ان نوجهكم في كل حين وان نحترمكم مهما فعلتم لكن لن نسامحكم امام الله على تغاضيكم او تقصيركم المقصود
مع كامل احترامي
من خلال الحوار يتبين على أن الشخص جريئ وواقعي و طموحاته لا متناهية : الواقعية تتجلى في أجوبته التلقائية حول تخوفاته عن الحزب و تحصره عن كيف كان المناضل الاتحادي وكيف أصبح ،وعن هشاشة الحزب إذا استمر في طريق دون إشارات مرور .أما الجرأة فتعود لمحاولة الكشف عن الاكراهات و توضيحها للمواطن البولماني وكأنه يحاول الاعتراف بأنه يتفاجأ بها خصوصا لما قال : “من الصعب ان تلبى جميع متطلبات بولمان التي بحجم بلجيكا، وحدها الطرقات مشكل ضخم ، حيث يصعب تغطيتها جميعا، ولو كنت وزيرا لما وسعني الكثير” ، فالربح الكبير من أمثال هذا الشاب الطموح هو كونه صلة وصل متينة بين المواطن و قبة البرلمان ،إنه لم يذكر في الحوار منجزاته الكثيرة والمتعددة لأنه يعتبرها مكتسبات ،بل اكتفى بالاكراهات عكس ما تعودناه عند آخرين والسبب هو أنه يشتغل و يجتهد وينادي القواعد في الحزب بالبحث عن البديل في الاستحقاقات المقبلة بتعبير آخر المقعد لا يهمه .
أسئلة دقيقة وأجوبة موفقة وموضوعية . هنيئا أخ رشيد