أبدى المغرب قلقا بالغا واستياء كبيرا وعميقا في ظل استمرار الأعمال العسكرية المتصاعدة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، واستهداف المدنيين، مخلفة آلاف الضحايا من الأطفال والنساء.
ووفقا لبلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، جددت المملكة المغربية التعبير عن قلقها في ظل استمرار الأعمال العسكرية المتصاعدة وتفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وأكدت المملكة المغربية، أن جميع هذه الأعمال التصعيدية الإسرائيلية تتنافى مع القانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة، وتنذر بتمدد الصراع داخل الأراضي الفلسطينية واتساع رقعة العنف بشكل خطير ليشمل مناطق مجاورة، مهددا أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
قضية عقيدة
وفي هذا السياق اعتبر الحسين كنون أن المملكة المغربية ملكا وشعبا، تعتبر القضية الفلسطينية في نفس الخانة وتعتبرها بقدر الوزن مع قضية الصحراء المغربية، وأن القضية الفلسطينية بالنسبة للمغرب هي قضية عقيدة.
وأضاف رئيس المرصد المغاربي للدراسات السياسية الدولية ضمن تصريح لموقع “برلمان.كوم” أن المغرب في شخص الملك محمد السادس الذي يرأس لجنة القدس، فهو المغرب عبر التاريخ، كان ولازال وسيبقى يدافع عن القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية إلى حدود 1967 كما ورد في اتفاق أوسلو”.
وتابع المحلل السياسي “المغرب أصدر عدة بيانات وعدة مواقف موضوعية جريئة وتاريخية من خلال وزارة الخارجية، وكذلك من خلال حضور ناصر بوريطة في قمة السلام المنعقدة بالقاهرة، التي ركز المغرب فيها على الوقف الفوري لإطلاق النار لهذه الجرائم المخالفة للقانون الدولي والإنساني”.
وأشار ذات المتحدث إلى أن للحروب قواعد وضوابط، من بينها عدم قطع الماء والكهرباء، وعدم استهداف النساء والأطفال والشيوخ، وضرب المستشفيات ودور المسنين والخيريات والملاجئ، وأن على “إسرائيل أن تتحمل المسؤولية الجنائية والمدنية والأخلاقية فيما يقع. وبالتالي المغرب يدعو إلى الوقف الفوري لهذه الحرب، وتقديم المساعدة عن طريق الولوج المرن للمساعدات الإنسانية التي تصل إلى دولة مصر عن طريق معبر رفح”.
المغرب بلد سلم
وأكد الحسين كنون أن المغرب، بكل تأكيد، ضد الحرب بشكل عام، لأنه دولة سلام وسلم، ويسعى في استتباب السلم على الصعيد القاري والدولي، والمغرب له تجربة عسكرية في الأمم المتحدة، التي تساهم في استتباب السلم في بؤر التوتر، والمغرب كذلك عضو فاعل في الأمم المتحدة، وفاعل في مجلس السلم والأمن.
وأشار المحلل السياسي إلى توقيع المغرب لنداء القدس سنة 2019 إلى جانب البابا، وهذا النداء كان واضحا للعالم، على أن المغرب في شخص الملك محمد السادس يدعو العالم إلى السلم والسلام وأن القدس هي مهد للديانات والحضارات.
وأكد ذات المتحدث في تصريحه للموقع، أن “المغرب يدعو إلى الوقف الفوري لهذه الجرائم، وترتيب ما ينبغي أن يترتب عليه على مستوى المنتظم الدولي”، وتساءل “لماذا مجلس الأمن لا يقوم بدوره؟ هل وصل إلى هذا الهوان والضعف؟”، مشيرا إلى أنه هناك محكمة جنايات دولية، والمدعي العام للمحكة الدولية زار غزة وعاين الجرائم الفظيعة، وبالتالي عليه أن يفتح تحقيقا عميقا ودقيقا في هذا الشأن.