الأخبارسياسةمستجدات

الحبيب الشوباني.. يوسفٌ غير صِدّيق‎!

الخط :
إستمع للمقال

قد يحدث أن يسبب أكل ما لبطن ما عسرا في الهضم، يحتاج معه لتدخل طبي يساعد على تجاوز الأزمة بسلام، لكن الأصعب من ذلك أن يسبب كلام غير منطقي عسرا في الفهم والوعي، لا تنفع معه لا وصفة طبيب ولا علاج مختص، خصوصا عندما يكون هذا الكلام صادرا عن شخص تقلد مراتب المسؤولية من طينة الحبيب الشوباني، الخارج من مصباح العدالة والتنمية، والمتلطخ رصيده بشتى أنواع الفضائح ما بين المالية والأخلاقية.

آخر خرجات هذا الشخص العجيب الذي وإن دل اسمه على الحب، إلا أن المتضررين المباشرين من تصرفاته اللامسؤولة باتوا يكرهون فيه الحب، خصوصا عندما يعمد لتغطية فضائحه باختلاق الإنجازات الوهمية، التي لا حقيقة لها سوى في خياله المترف بخيرات ما تفيض به عليه مناصبه، والتي إذا ما أضيفت لها تزكيته لنفسه ومقارنته لذاته بمراتب الأنبياء كما لمح قبل أيام، تصبح مصيبة وتصير شيئا لا يطاق.

الحبيب الشوباني الذي أنهى حبه من الوزارة والوزيرات سابقا، وانتقل بقدرة “إسلامية الصناديق” لحب جهة درعة تافيلالت، التي كانت ترجو كما ساكنتها أمينا على خزائنها المتواضعة، خرج قبل يومين ليعطي بنفسه المثال على “العلم والأمانة”، مقدما “موعظة” على شكل كلمة في تجمع لأبناء من حزبه بالراشيدية، ربط فيه نفسه بشكل غير مباشر وهو المسؤول أبو الفضائح، بقصة النبي يوسف عليه السلام، وورعه وتقواه، هكذا ودون مقدمات، ناسيا أو متناسيا ثقل أوزاره، في حق الأموال المبددة من خزينة أفقر جهة في المملكة، بدءا بفضيحة السيارات الفارهة والسفريات والسهرات العائلية التي تتحملها الجهة، ومرورا بتعويضات بالملايين ومحاولات للهف البقع والأراضي السلالية لصالحه الشخصي، والتي زينتها مؤخرا سلسلة مشاريع واتفاقيات وهمية على الورق وفي أحلام الحبيب، والتي تبقى كافية لأن تحجز له تسمية “يوسفٌ غير صِدّيق” على خلاف نبي الله “يوسف الصديق”.

اختيار الشوباني من قصة يوسف النبي وهو يقف أمام جمع أبناء حزبه بعاصمة الجهة، التركيز على منطوق الآية الكريمة “اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم”، لا يبدو بأنه كان اعتباطيا أو عارضا، بل يؤكد أنه كان مقصودا، ويدل بما لا يدع مجالا للشك، أن الرجل مازال يطمع في ما بقي من خزائن الجهة، التي أبدع في تبديد أموال خزائنها، وهو بالكاد لم يتجاوز سنتين من مسك مفاتيحها، متجاوزا كل من سبقوه من ناهبي المال العام بهذا الوطن، إذ لو كان كلامه واستشهاده بآيات القرآن صادقا، لاختار على الأقل من القصة القرآنية، تآمر إخوة يوسف على أخيهم لتحقيق غاياتهم، والذي قد لا يختلف عن تآمر الشوباني وإخوته في الحزب على مصالح الوطن، ولَعَلِم الشوباني كذلك أن أفضل جواب له على ادعاءه، هو قول الله على لسان النبي يعقوب في نفس القصة “بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى