سافر الجمهور المغربي وعشاق السينما يوم الاثنين الماضي، خلال فعاليات الدورة 26 لأسبوع الفيلم الأوروبي، في أغوار الذات الإنسانية مع فيلم “الساحة” “The Square” السويدي، الفيلم الذي نال أرقى الجوائز العالمية.
فيلم “The Square” للسويدي “روبين أوستلوند” الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان من السنة الجارية، فيلم عميق تمكن من خلاله المخرج السويدي الغور في الذات الإنسانية ليخرج للعالم مكنوناتها، التي ما هي إلا تناقضات تتسارع بين النبل والنذالة والخير.
كانت كل محاولات “روبين” لكشف الذات الإنسانية في قالب سخري، إذ لا يمكن مواجهة تضاريس العالم المعاصر إلا من خلال سخرية باذخة تروم إلى معاودة طرح أسئلة وجودية حول الإنسان وخصوصا حول الفن المعاصر.
وسلط المخرج السويدي الضوء من خلال الفيلم على التناقضات التي يحياها الإنسان المعاصر، موضحا الشرخ الذي قد يحياها هذا الكائن البشري في علاقته بين ما يتوق إليه من خلال الفن والواقع الذي يعيشه.
ويحكي الفيلم قصة محافظ لمتحف الفن المعاصر يمر بظروف عائلية صعبة بعد طلاقه، أدخلته في أزمة وجودية.
“كريستيان” الأب المطلق الذي يحب قضاء بعض الوقت مع طفلتيه، هو واحد من أولئك الذين يقودون السيارات الكهربائية ويدعمون القضايا الإنسانية الرئيسية بامتياز.
غير أنه وفي بعض الأحيان يصعب العيش وفقا لقيم هذا الأب المطلق، فعندما سرق هاتفه المحمول، كانت له ردة فعل بئيسة.
وفي الوقت نفسه بالإضافة إلى تجربة السرقة التي تعرض لها والتي أخذت كل جهده وطاقته، واجه “كريستيان” في عالمه المهني مشكلا جديدا إذ أطلق المتحف حملة تواصلية مكثفة للتعريف بالمعرض المقبل “الساحة الذي يشرف على تنظيمه، فأصبح يعيش بين ظغط لرسالته التي يمرر عبر معرض “الساحة”، وما يعيشه بعد تجربة سرقته مما أغرقه في أزمة وجودية حقيقية.
يذكر أن رئيس هيئة المحلفين لمهرجان “كان” “بيدروألمودوفار” قال هذه السنة في تبريره لحصول الفيلم على جائزة السعفة الذهبية “إن الامر يتعلق سياسيا بالدكتاتورية، إنها تلك الديكتاتورية المرعبة مثل الديكتاتوريات الأخرى” وقد اظهر المخرج عدة أمثلة على الصحيح سياسيا، معتبرا إياه أمرا مضحكة للغاية”.