حذرت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية بشأن انتشار المراهنات غير القانونية بجسم الرياضة المغربية، والتي تتم من خلال تطبيقات مشبوهة، مؤكدة على ضرورة حماية الشباب المغربي والقاصرين الذين أصبحوا ضحايا للاستغلال عن طريق المقامرة غير المشروعة.
كما شددت جمعية الصحافة الرياضية على أن “تنامي نشاط الرهانات الرياضية غير القانونية، تحول من آفة إلى مرض ينخر المجتمعات، بل أصبح غطاء لممارسات إجرامية وصلت حد الاستغلال الجنسي للقاصرين كما وقع في قضية “حلاق بيروت” بلبنان”، “وأيضا توظيفها من طرف شبكات التجارة في الأعضاء كما فجرته تحقيقات كثيرة للزملاء الصحافيين والصحفيات بمصر والتي وصلت فيها حالات الانتحار بسبب تطبيقات الرهان غير القانوني لمستويات مرعبة، وأغلب ضحاياها من القاصرين واليافعين، ما دفع الدولة المصرية لحظر هذه التطبيقات ومنع التعامل معها”.
وفي بلاغ للجمعية الذي توصل موقع “برلمان كوم” بنسخة منه، أكدت الجمعية أن المغرب وعدة دول أخرى يواجهون خطر تمدد هذه الظاهرة التي تهدد الروح الرياضية واللعب النظيف.
وأضافت أن هذه المراهنات اللامشروعة تمكنت من اختراق البلاد، حيث أصبحت تستهدف المجتمع المغربي، وخاصة الفئات الهشة، عبر تطبيقات مثل “1XBet”.
وأضاف البلاغ على أن هذه “التطبيقات غير القانونية وغير المشروعة، أصبحت تهدد ليس فقط الرياضة المغربية، بل أيضا المجتمع المغربي وسيادة الدولة على قطاع تجمع عدد من دول العالم، ومن بينها المغرب على احتكاره، لكي لا يتم توظيفه لأغراض إجرامية واحتيالية”، مشيرة إلى “تطبيقات تستهدف اليوم الأطفال المغاربة، وتحولهم لفريسة سهلة، وسط فضاء رقمي يصعب ضبطه، أو التحكم في أغراض من يقفون خلف انتشار هذا المرض القاتل”.
ونبّه البلاغ إلى أن “هذه التطبيقات، تلحق الضرر أيضا بالاقتصاد المغربي وسيادته المالية، لأن نشاطها لا تحكمه أي ضوابط وليس ملزما بأداء الضرائب ولا يقدم أي إضافة لصالح الاستثمار في الرياضة، بل ينهك احتياطات المغرب من العملة الصعبة، خاصة إذا ما استحضرنا أن حجم تداول المغاربة اليوم لعمليات الرهان غير القانوني وسط هذه التطبيقات، يأتي ثانيا حول العالم خلف دولة الأرجنتين”.
وحذّرت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية، في سياق مشاركة المغرب في أشغال “مجموعة كوبنهاغن” واستحضارا لاعتماد اتفاقية “ماكولين”، من أن “عروض الرهان غير القانوني التي تعرضها (التطبيقات)، تسهل توريط اللاعبين والمسؤولين عن إدارة الأندية والحكام في عمليات التأثير على نتائج المسابقات الرياضية، خاصة كرة القدم.
وأشار نفس المصدر إلى أن المغرب كان سباقا قاريا وإقليميا في المصادقة على الالتحاق بمجتمع اتفاقية “ماكولين”، الذي سبق له والتأم بالمغرب يوم الثلاثاء 7 نونبر بالرباط، في سياق تنظيم ندوة حول موضوع “حماية نزاهة الرياضة عبر مكافحة المراهنات غير القانونية”، مبرزا أن “هذه الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ يوم فاتح شتنبر 2019، تهدف بالأساس إلى الحد من أكبر خطرين يهددان الرياضة ونزاهتِها. وهما: تعاطي المنشطات وآفة المراهنات غير القانونية”.
ووجهت الجمعية المغربية للصحافة الرياضية نداء للمشتغلين بهذا الملف، بغاية الإسراع بإتمام مسار المصادقة على اتفاقية “ماكولين” وتنزيلها، مطالبة كافة المتدخلين الذين يفترض فيهم تطبيق ما تنص عليه الاتفاقية ومكافحته، بالانخراط بشكل جدي ومسؤول قصد بلوغ أهدافها وترسيخ دور المملكة المغربية الريادي في هذا المجال، على اعتبار أنها الدولة الإفريقية الوحيدة التي اختارات الإنخراط في مسار حماية الممارسة الرياضية وحماية المجتمعات من استغلال المنافسات لأغراض إجرامي.