أعلنت شبكة قناة “الجزيرة “القطرية اليوم الأحد، الاستغناء عن 500 من موظفيها بمختلف أنحاء العالم وأغلبهم ممن يعملون فى قطر.
وبررت الجزيرة ، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” ، قرارها بضرورة إعادة النظر فى هيكلتها، وضمن مبادرة لتطوير القوى العاملة بها ، وتعزيز قدرتها على مواكبة التطور الذى تشهده الساحة الإعلامية.
وأوضح مصطفى سواق، المدير العام للشبكة بالوكالة، أنه تم البدء بالعمل على هذا الإجراء خلال الأشهر القليلة الماضية، وتم الحرص خلاله على دراسة كل الخيارات المتاحة، وهو يأتى فى إطار السعى لتعزيز ريادة شبكة “الجزيرة “الإعلامية، وضمان استمرارية تطورها، واعتبر أن هذه المراجعة سوف تسمح للشبكة بتطوير قدراتها على مواكبة التطور الإعلامى والاستمرار فى موقعها كمؤسسة إعلامية مستقلة، تقدم تغطيات إخبارية متميزة من كل أنحاء العالم.
وأضاف “ومع أن هذا الإجراء يتخذ بشكل دورى من قبل مؤسسات إعلامية كبرى فى مختلف أنحاء العالم، إلا أننا لجأنا إليه بعد أن استنفدنا كل الخيارات الأخرى المتاحة، ونحن واثقون من أن هذه الخطوة مهمة لتعزيز قدراتنا التنافسية، ورسم خططنا الإستراتيجية طويلة الأمد”.
وكانت صحيفة “الغارديان” نشرت فى وقت سابق تقريرا بموقعها الإلكترونى، عن نية مؤسسة قناة الجزيرة فصل المئات من موظفيها حول العالم فى محاولة لتخفيض النفقات لمواجهة تراجع أسعار البترول وفرض تغيير جذري محتمل بإستراتيجية القناة الاستثمارية.
وقالت “الغارديان”، إن الخطوة المفاجئة لن تكتفي بتسريح ما يتراوح بين 800 إلى 1000 موظف بالقناة، أى ما يقارب ربع القوى العاملة بالمؤسسة، بل تنذر أيضا بتخلى الأمير القطري تميم عن التزام الدولة بدعم القناة التي كانت محط دعم وتشجيع أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، مشيرة إلى نجاح القناة سابقا في التحول إلى أداة ضخمة للتأثير على الرأي العام داخل العالم العربي وخارجه.
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن عملية تخفيض العمالة بمؤسسة الجزيرة جاءت وسط تراجع كبير لأسعار الوقود والغاز، وبعد أن أنفقت مؤسسة الجزيرة 600 مليون دولار لإطلاق قناة الجزيرة-أمريكا في العام 2013 بعد شراء مؤسسة الجزيرة قناة Current من مالكها نائب الرئيس الأمريكى ومرشح الرئاسة السابق “آل غور” فى العام 2013.
وقالت الغارديان، نقلا عن مطلعين، إن التهديد أكبر بالنسبة لصحفيى القناة الناطقة باللغة العربية بسبب موقف الجزيرة من العديد من البلدان العربية التى تمر باضطرابات سياسية، فعودتهم إلى بلدانهم قد تسبب لهم العديد من المشاكل. وبدأ بث قناة الجزيرة بعد إصدار مرسوم أميري وبدعم من إمارة قطر لتثير حالة من الجدل بالمنطقة، حيث كانت الأولى في بث حوار إسرائيلي متحدث بالعبرية، ونقلت مقاطع فيديو لتصريحات من قادة تنظيم” القاعدة”.
وألمحت “الغارديان”، إلى أن تخفيض العمالة المنتظر قد يعنى تحول السلطات القطرية إلى الاستثمار في قنوات أخرى مثل قناة وصحيفة “العربى الجديد” التي يديرها عضو الكنيست السابق عزمى بشارة، والذي يعمل حاليا كمستشار للأمير تميم بن حمد.