سياسة

الجزائر : السياح الجزائريون في وضعية صعبة بعد الاجراء التونسي الأخير واستمرار إغلاق الحدود  مع المغرب

الخط :
إستمع للمقال

بعد قرار السلطات التونسية فرض رسوم على السياح الجزائريين الراغبين في زيارة تونس بواسطة السيارات، حيث تعودوا قضاء عطلهم، أصبح هؤلاء السياح في وضعية صعبة ،محاصرين بين تونس والمغرب ، بسبب استمرار إغلاق الحدود مع المغرب منذ أكثر عشرين سنة بمبادرة من السلطات الجزائرية.

فقد خلف الاجراء التونسي الجديد حالة من التوتر في العلاقة بين البلدين، أدت إلى استدعاء القائم بالأعمال التونسي بالجزائر من قبل السلطات الجزائرية، التي تحاول مع نظيرتها التونسية العمل على تجاوز الخلاف حول “ظروف استقبال” المواطنين الجزائريين في تونس.

وذكرت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية «APS » ، أن الجانبين بحثا “ظروف استقبال المواطنين الجزائريين خلال سفرهم إلى تونس أثناء موسم العطل”، مشددة على “ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى رفع الحواجز أمام تنقل الأشخاص بين الجزائر وتونس ، التي تظل وجهة سياحية مفضلة بالنسبة للجزائريين”.

وفي هذا السياق كتبت صحيفة “الوطن” الجزائرية أن  السياح الجزائريين يعتبرون هذه الرسوم (30 دينار ) التي فرضتها السلطات التونسية منذ 2014 ، إجراء “غير عادل” في حقهم ، ومع ذلك فهم ، على الرغم من شبح الإرهاب الذي يخيم على تونس منذ السنة الماضية ، يستمرون في قضاء عطلهم في هذا البلد.

وحسب ذات الصحيفة، فإن الأوج الذي بلغته حالة التوتر بشأن هذا الموضوع، سجل بمركزي الحدود بين البلدين في “البيتيطا” و “رأس العيون”، حيث تم إغلاقهما في وجه حركة العبور من قبل الجزائريين وأغلبهم من سكان المناطق الحدودية، مطالبين بإلغاء هذه الرسوم ، أو تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل بالنسبة للسيارات التونسية المتجهة إلى الجزائر .

ولإظهار مدى الشعور بالغبن الذي يختلج صدور السياح الجزائريين جراء هذه الإجراءات التونسية، ينشر (برلمان كوم ) مقتطفات من تعليق توصل به من قارئ جزائري ، يدعى زهير ، عبر فيه عن الأسف لكون الحدود مع المغرب ما زالت مغلقة ، الأمر الذي يجعل “جيرننا في شرق الجزائر يحتكرون” استقبل السياح الجزائريين.

وأضاف أن هؤلاء السياح وعددهم نحو 2 مليون سائح جزائري، يعوضون العجز الذي تعرفه تونس جراء إحجام السياح الأوروبيين وغيرهم من السياح التقليديين عن السفر إلى هذا البلد.

وحسب ذات المصدر فإن السائح التونسي يصرف على الأقل ألف أورو في اليوم، أي أن 2 مليار أورو تجنيها تونس من مليوني سائح جزائري يزورون تونس .

“وإضافة إلى ذلك، يقول زهير ، فإن أي مواطن تونسي من العاصمة (150 كلم عن الحدود الجزائرية) ، يمكنه أن يأتي إلى داخل الجزائر لتموين سيارته بما تحتاجه من  بنزين ، وهو ما يكلفه 6 مرات أقل مما يكلفه ذلك في تونس ، فضلا عما يقتنيه من الجزائر من مواد مدعمة ومن فواكه وخضر ، وكل ذلك بدون أي إشكال بالنسبة للدخول والخروج من التراب الجزائري”.

وخلص القارئ الجزائري إلى القول إن الجزائر ما زالت لم تدرك بعد أن العلاقات بين الدول “تحكمها في المقام الأول المصلحة الاقتصادية، وهو الأمر الذي يدركه التونسيون جيدا، وبالتالي لا يمكن أن نلومهم على ذلك، غير أن مبدأ المعاملة بالمثل يجب تطبيقه”.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى