الأخبارسياسةمستجدات

التجربة العسكرية المغربية تجذب دولا عملاقة ومحلل سياسي لـ”برلمان.كوم”: الرباط تحقق أهداف السلم والاستقرار

الخط :
إستمع للمقال

أعرب توماس هيتشلر الوزير الألماني المنتدب في وزارة الدفاع الألمانية، الاثنين المنصرم، خلال المباحثات التي جمعته مع كل من عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، والفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، عن رغبة بلاده في إعطاء دينامية للتعاون الثنائي عبر إبرام اتفاقية للتعاون العسكري، تليها اتفاقيات خاصة في مجال الدفاع وحماية المعلومات المصنفة.

وخلال المباحثات تم تسليط الضوء من الجانب المغربي على دور المغرب كفاعل مهم في تحقيق الاستقرار والسلم، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، باعتماد استراتيجية متعددة الأبعاد تهدف إلى التصدي لتهديدات الإرهاب والاتجار غير المشروع وضمان أمن الحدود.

وفي هذا السياق، قال عصام العروسي، إن تبادل الزيارات العسكرية بين المملكة المغربية وألمانيا يرجع أساسا إلى الأهمية التي توليها ألمانيا بالنسبة للمغرب كبوابة أساسية بالنسبة للقارة الإفريقية.

وأضاف ذات المتحدث ضمن تصريح خص به موقع “برلمان.كوم” أن المملكة المغربية لها أهمية جيوستراتيجية وجيوسياسية وجيواقتصادية وهذه الاعتبارات، وفقا للعروسي تجعل من المغرب فاعلا محوريا خاصة في المجال الأمني والعسكري.

وأكد العروسي أن الرغبة الألمانية في توقيع اتفاقية مع المغرب، بعد التوتر الذي كان في العلاقات بين برلين والرباط، له العديد من الدلالات، أهمها رغبة ألمانيا في الارتباط بالمغرب، والتنسيق على مستوى العديد من المجالات في ظل التوترات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وما تعرفه أوروبا من تشنج، وخاصة الحرب الروسية الأوكرانية التي كان لها تأثير كبير على العقيدة العسكرية الألمانية.

وأوضح المحلل السياسي أن ألمانيا من خلال وضعها العسكري المتدني بالمقارنة مع فرنسا وبريطانيا، ترى أن عليها أن توسع دائرة المستفيدين والمتعاقدين والشركاء من خارج القارة الأوروبية لضمان وتأمين مصالحها الأمنية والعسكرية والاقتصادية حتى من خارج القارة.

وحول هذا الاتجاه، اعتبر العروسي أن ألمانيا ترى أن المغرب يُحقق بشكل كبير هذا الهدف وباستطاعته تأمين مصالحها وذلك من خلال توفير مساحة أكبر للسلام والاستقرار والازدهار المشترك بين البلدين، وكذلك ما يوفره المغرب من قدرة اقتراحية عالية.

ومن جهة أخرى، اعتبر المحلل السياسي أن المبادرة الملكية للأطلسي تُعتبر قُطبا اقتصاديا متكاملا، وبالتالي هذه المبادرة الملكية التي تسمح للدول التي لا تتوفر على واجهة بحرية من اقتناص الفرص واغتنامها، كما تسمح للدول الأوروبية أن تُطور من مفهوم الشراكة وإيجاد أسواق اقتصادية كبرى بالنسبة لألمانيا.

وبخصوص المجالات التي ستركز عليها ألمانيا في اتفاقها مع المغرب، أوضح المحلل السياسي أنها تشمل التدريب والذي قد يوفر لألمانيا قدرة على الاحتكاك بالكوادر العسكرية المغربية التي تمرست جيدا، خاصة على الصعيد الإفريقي، وذلك من خلال المشاركة التي ضمت قوات القبعات الزُرق، والقيام بأدوار من قبيل الحروب والاستباقية، وكل ما يتعلق بتأمين الحدود والقيام بمجهودات عسكرية والتمرين عليها من خلال المناورات العسكرية التي ما فتئ المغرب يشارك فيها على أعلى مستوى.

وقال “يجب أن لا ننسى عنصرا أساسيا ومهما متعلقا بالجانب السيبيراني، حيث تمتلك المملكة المغربية تجربة جيدة في هذا الباب، وهذه نقطة مفصلية من أجل التعاون والشراكة فيما يتعلق بحماية المعلومات، وهذه نقطة في غاية الأهمية ترغب ألمانيا في الاستفادة منها ومن التجربة المغربية فيها”.

وأكد المحلل السياسي أن الاتفاق العسكري بين المغرب وألمانيا سيشمل محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات والاتجار غير المشروع سواء كان في المخدرات أو في البشر، مشيرا إلى أن “كل هذه القضايا ستكون محورا أساسيا بين الطرفين الألماني والمغربي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى