![](https://www.barlamane.com/wp-content/uploads/2023/09/PYFQFT4ZGZFUNPDEQRFRAVINSI-780x470.jpg)
بعد سنتين من مرور الانتخابات الجماعية والتي أفرزت ترأس نبيلة الرميلي عن حزب التجمع الوطني للأحرار، لمجلس المدينة، تعيش الدار البيضاء على وقع العديد من المشاكل والتطاحنات السياسية، تسببت في تأخر إنجاز مشاريع مهمة، كان ينتظرها المواطن البيضاوي بفارغ الصبر.
وفي هذا الإطار قال لحسن البكوري، المستشار الجماعي بمقاطعة الحي الحسني، عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في تصريح لموقع “برلمان.كوم“، “إن العاقل اليوم يعرف أن الاقتصاديات الحالية في العالم، لم تعد مرتبطة بدول بل بمدن، وهذا المدخل الأول لصناعة مدن ذكية لتعمل على زيادة الجاذبية والاستقطاب للاستثمارات، تنعش الوضع المعيشي للمواطنين، وترفع سقف الطموحات والتوقعات استجابة للتحولات الدولية، حول القيمة التي تمتلكها المدن، ومدى انعكاسها على الاقتصاد الوطني للدولة”.
وتابع البكوري قائلا: “الجاهل فقط من يعتقد أن الدار البيضاء جزء من هاته المنظومة، في ظل فقدانها لنمط عمراني مدني وسياسة اقتصادية عادلة، وافتقار عمدة المدينة للجرأة والنباهة في إيجاد حلول آنية ومستقبلية، مما جعل مدينة الدارالبيضاء ضحية الانتشار العمراني العشوائي والمنعشين العقاريين ممن يبدعون في عرقلة حلقة التطوير”.
وأضاف المتحدث، أن الدار البيضاء بدون محور اقتصادي قوي واستراتيجية للحفاظ على ثوابت المدينة وتنوعها الثقافي والفكري، مع الاستثمار في التحول الرقمي الجاد لا يمكن أن ترى النور في أفق المنافسة على المستوى القاري.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن الدار البيضاء “شهدت نكسة تاريخية بعد ترؤس نبيلة الرميلي لمجلس المدينة الأكبر بالمغرب، بعد سلسلة من الإخفاقات النابعة من مكوناته، التي أصبح كل همها ملء جيوب المنعشين العقاريين وسماسرة الأراضي، من خلال التفويتات ونزع الملكية غير مكترثين لهموم المواطن البيضاوي البسيط، ولعل ملفات الزرزور بضيعة بروطون وملف محطة البنزين والصيدلية بتراب عمالة الحي الحسني، إحدى النقاط السوداء، ناهيك عن برنامج العمل الذي لم تحترم آجال خروجه للوجود طبقا للقانون المنظم 113-14 بعد مرور حوالي سنتين، وما جاوره من لغط عن قيمة صفقة الدراسات اللا استراتيجية، والتي لا تستجيب لمعايير خطة تشغيلية لجمعية مبتدئة، عكس ما يتم الترويج له”.
وأشار ذات المستشار الجماعي أن مكتب مجلس جماعة الدار البيضاء، يفتقد للرؤية الاستراتيجية والأهداف الواضحة، في ظل تقاعس الرميلي ومكتبها عن حل إشكاليات ملف شركات التدبير المفوض، والذي طاله السكوت والغموض، موضحا أن مما يثير الدهشة والضحك مشروع “الباص واي” الذي تأخر عن موعده لفترات متباعدة، ليزيد من متاعب المواطنين في التنقل، وعلى نفس المنوال عمليات الأشغال في الطرق التي قد تدخل موسوعة جينس كأبطأ عملية أشغال في العالم.
وأكد البكوري في تصريحه، أنه لا شك أن مدينة ذكية تتطلب نخبا سياسية بكفاءات وفكر استراتيجي حكيم، يراعي خصوصيات المواطن البيضاوي، وحجم احتياجاته اليومية، ولكن على النقيض، الرميلي تكرس مفهوم الطغيان السياسي على مكونات المجلس بقراراتها الانفرادية، التي زادت من حجم الاستياء والامتعاض على جميع المستويات لدى بعض المنتخبين، أغلبية ومعارضة، ومواطنين.
وأردف المنتخب، أن ملف الملاعب الرياضية والمرافق التابعة لجماعة الدار البيضاء لغرضي التنشيط الرياضي والثقافي، يبقى أحد المستنقعات التي تمارس فيها العديد من أنواع الريع والاسترزاق، دون تدخل إصلاحي جذري يعالج هذا الملف، الذي من شأنه أن يساهم في تفريغ الطاقات الشبابية بالمدينة و تحد من ظواهر الإدمان والجريمة، مشيرا إلى أن كل هاته الممارسات على مرأى ومسمع الرميلي، ومن يدور في فلكها دون أي تدخل للحد من هاته الممارسات، ضف إلى ملف المنح الخاص بالجمعيات الثقافية والرياضيةالذي تم التعامل معه هو الآخر بكثير من التماطل.
وختم البكوري تصريحه قائلا: “إن مجلس جماعة الدار البيضاء نموذج سيئ للمجالس المنتخبة المنغمسة في التجادبات السياسوية والفاقدة للجدية التي أشار إليها الملك محمد السادس في خطابهالسامي الأخير، كقيمة مثلى في التعامل مع جميع القضايا الوطنية والدولية، وأن ما يقع بمدينة الدار البيضاء هو نتيجة الإهمال وغياب النخب السياسية الفعلية القادرة على تحريك كل المياه الراكدة لتطوير المدينة والحفاظ على خصوصياتها.