الأخبارسياسةمستجدات

الانتخابات الجزائرية: مسرحية مكررة وشخصيات ثانوية يحركها نظام العسكر

الخط :
إستمع للمقال

عاشت الجزائر مسرحية انتخابية جديدة أدارها النظام العسكري، حيث تم إعادة انتخاب عبد المجيد تبون، في مشهد سياسي جامد يعكس واقع الهيمنة العسكرية على العملية الانتخابية، حيث جاءت نتيجة الانتخابات بنسب مبالغ فيها، لا تعكس بأي شكل حجم التفاعل الشعبي الحقيقي مع هذه الاستحقاقات.

وبدل أن تكون الانتخابات وسيلة للتعبير الديمقراطي عن إرادة الشعب، تحولت إلى أداة لتكريس شرعية وهمية لنظام يبقى العسكر فيه المتحكم الأول والأخير، كما أن هذه الانتخابات تمثل استمرارية لنمط سياسي يعتمد على واجهة مدنية شكلية، بينما يظل القرار في يد الطغمة العسكرية التي تسعى إلى الحفاظ على نفوذها بأي ثمن، متجاهلة تطلعات الشعب إلى تغيير حقيقي.

وتعليقا على هذه المسرحية، أثار المحلل السياسي عصام العروسي في تصريحه لموقع برلمان.كوم، العديد من التساؤلات حول المشهد السياسي الحالي في الجزائر، ولا سيما الانتخابات التي وصفها بأنها “بطعم التكرار والضحك على الذقون”، في إشارة إلى عدم وجود أي تغيير حقيقي في آلية إدارة العملية الانتخابية أو النتائج المتوقعة.

مسرحية مكررة وشخصيات ثانوية

يرى العروسي أن الانتخابات الجزائرية هي بمثابة مسرحية مكررة وساخرة، حيث يتم الإبقاء على نفس الوجوه السياسية التي لا تمتلك في الحقيقة سوى “شرف المشاركة”، في ظل نظام عسكري يتحكم في كل شيء.

وأشار العروسي إلى أن الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، الذي يصفه بأنه “دمية” في يد النظام العسكري، ليس إلا واجهة لسلطة حقيقية تديرها الطغمة العسكرية من خلف الستار.

يذكر العروسي أن مسار تبون السياسي لم يكن مثيرا حتى قبل وصوله إلى الرئاسة، فقد شغل مناصب وزارية بسيطة وتمت إزاحته من الحكومة خلال عهد الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة.

وأضاف أن النظام الجزائري عمد إلى اختيار شخصيات ضعيفة من الناحية السياسية وغير متمرسة، مما يسهل التحكم بها وتوجيهها وفقا لمصالح النظام العسكري، الذي يعتبر القوة الحقيقية وراء القرار السياسي في البلاد.

استمرار الفساد السياسي والاجتماعي

وفقا للعروسي، فإن الانتخابات الجزائرية لن تقدم أي جديد، بل ستظل استمرارا لـ”نظام الفساد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي” في البلاد، ولا يرى المحلل السياسي في هذه الانتخابات أي بادرة للتغيير أو التقدم، بل يعتبرها محاولة جديدة لتجميل وجه النظام العسكري وإضفاء شرعية وهمية على سيطرته المطلقة.

العداء المتزايد تجاه المغرب

من جانب آخر، لفت المحلل السياسي الانتباه إلى تصاعد حدة العداء الجزائري تجاه المملكة المغربية، واصفا هذا العداء بأنه أصبح أكثر حدة في عهد الرئيس تبون، مشيرا إلى أن هذا العداء ليس إلا امتدادا لسردية قديمة يتبناها النظام الجزائري، حيث يتهم المغرب بمضايقة الجزائر، كما أن الجزائر تتدخل بشكل سافر فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.

ولا يتوقع أن يتغير هذا النهج في المستقبل القريب، حيث سيستمر النظام في تغذية هذه السردية من أجل الحفاظ على موقعه في السلطة.

هذا وتسلط الانتخابات في الجزائري الضوء على طبيعة المشهد السياسي في الجارة الشرقية، وهو الذي يعاني من الجمود وغير قابل للتغيير في ظل سيطرة النظام العسكري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى