الأخبارخارج الحدودمستجدات

الاستخبارات الأميركية تكشف عن “العالم التالي” في أفق 2040

الخط :
إستمع للمقال

كشفت المخابرات الأمريكية، في تقرير لها، نشرته مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية، بقلم “لوك دي باروشيه”، أن المنافسة على النفوذ العالمي، ستصل إلى أعلى مستوى، محذرة من تصاعد التوترات في مختلف المجتمعات، وخلق سياق جيوسياسي متضارب وغير مستقر، يتعين التعامل معه على مدار العقدين القادمين.

وجاء في التقرير، أن “جائحة “كوفيد-19″ تسببت في أكبر اضطراب عالمي منذ الحرب العالمية الثانية، وأدت إلى تضخيم وتسريع تأثيرات الاضطرابات العميقة التي لم يواجه مثلها أي جيل من قبل في وقت السلم، كالثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي وهندسة الحياة والاحتباس الحراري وانخفاض معدلات المواليد”.

ويضيف كاتب التقرير “لوك دي باروشيه”، نقلا عن موقع “الجزيرة”، أن “العالم في أفق 2040 سيتضمن على بأفراد متصلين للغاية بالإنترنت، ولكن في مجتمعات متصدعة، وهويات هشة، وضغوط غير مسبوقة على الهجرة، وشيخوخة متسارعة، وديون هائلة ونظام دولي مفكك، وفاعلين خصوصيين وحكوميين أقوياء، وثراء عام ولكن سيئ التوزيع، فضلا عن عولمة متواصلة بطريقة فوضوية، وتنافس متزايد بين الولايات المتحدة والصين”.

وقال الكاتب في تقرير وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه” (CIA)، بخصوص ظاهرة الاحتباس الحراري، إن “النمو السكاني والتحضر السريع وسوء إدارة الأراضي والموارد، سيؤدي على مدى العقدين المقبلين، إلى تفاقم آثار تغير المناخ في العديد من البلدان، لا سيما في الدول النامية، وخاصة المناطق التي لا تزال تعتمد على الزراعة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأميركا الوسطى، وأجزاء من أميركا الجنوبية، وجنوب آسيا، وأستراليا، في حين أن بعض المناطق، مثل كندا، وشمال أوروبا، وروسيا يمكن أن تستفيد من هذه الظاهرة (الاحتباس الحراري) بفضل إطالة مواسم النمو”.

أما عن الذكاء الاصطناعي، “فبحلول عام 2040 ستفيد تطبيقات الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع التقنيات الأخرى، كل جانب من جوانب الحياة تقريبا، كتحسين الرعاية الصحية، والنقل بصورة أكثر أمانا وفعالية، والتعليم المخصص، إضافة إلى تحسين برامج المهام اليومية وزيادة غلة المحاصيل، غير أن الاعتماد الواسع على هذا الذكاء، وخاصة في الحرب، سيزيد من خطر إساءة الاستخدام المتعمد أو التصعيد أو الاشتباك غير المتعمد” يتابع التقرير.

وتوقع تقرير المخابرات الأميركية، أن “تشهد العلاقات بين الدول وشعوبها في جميع مناطق العالم توترا مستمرا بسبب التباين المتزايد بين احتياجات، أو توقعات السكان والإمدادات الممكنة أو المرغوبة من قبل الحكومات، وفي العديد من البلدان، سيواجه السكان توترات واضطرابات أكبر بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي، وآفاق التوظيف غير المؤكدة، والانكماش الاقتصادي والتطور الديمغرافي، وهي ضغوط ستختبر قدرات الدول ومرونتها، وتستنزف الميزانيات وتجعل الحكم أكثر تعقيدا”.

ويرجح تقرير المخابرات الأميركية، أن يعرف التفاوت بين قدرات الحكومات وتوقعات المواطنينانتشارا كبيرا، مما يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي، معبرا الكاتب عن ذلك، بالقول “نتوقع أن نرى انقساما في المجتمع وزيادة في الشعبوية وموجات من النشاط والاحتجاج، وفي أقصى الحالات، عنفا وصراعات داخلية، بل وحتى انهيار بعض الدول”.

وأضاف التقرير، “تتوقع “سي آي إيه” أن “يستمر الاتجاه نحو تآكل الديمقراطية خلال العقد المقبل، إن لم يكن لفترة أطول”، مشيرة إلى أن “شرعية الأنظمة الديمقراطية ستعتمد على المدى الطويل على شرطين عامين، هما الحفاظ على عملية سياسية عادلة وشاملة ومنصفة، والحصول على نتائج إيجابية للسكان”.

وتطرق التقرير للمخاطر التي ستواجهها الديمقراطيات، “إذ سيكون التكيف معها صعبا، مما يزيد احتمال حدوث تغيير مفاجئ، وعنيف للحكومات بعد فترة من الاستقرار الظاهري”، ناهيك عن ازدياد خطر الصراع بين الدول، بسبب التقدم التكنولوجي والتوسع في عدد الأهداف، والتنوع الأوسع للجهات الفاعلة وديناميكية الردع.

و”من المحتمل أن تسعى جيوش القوى العظمى إلى تجنب الصراعات الشديدة والحروب الشاملة، بسبب تكلفتها الباهظة في الموارد والأرواح البشرية، إلا أن احتمال اندلاعها بسبب سوء التقدير أو رفض التنازل عن القضايا الأساسية يبقى قائما”، نقلا عن ذات المصدر.

ورجح التقرير الاستخباري الأميركي، في ختام التقرير، أن “تشكل الجماعات الجهادية العالمية أقوى التهديدات العابرة للحدود، مستفيدة من أيديولوجية متماسكة وهياكل تنظيمية قوية، وقدرة على استغلال الأراضي الشاسعة غير الخاضعة للحكم، خاصة في إفريقيا، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا، إضافة إلى أن التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية والتواصل، ستوفر للإرهابيين إمكانية تنفيذ هجمات واسعة النطاق من خلال تطوير أساليب جديدة للهجوم عن بعد والتعاون خارج الحدود”.

ومعلوم أن، المخابرات الأميركية تصدر بعد كل انتخابات رئاسية تقريرا تكشف فيه توقعاتها للعقدين المقبلين للرئيس الجديد، وحالة العالم مستقبلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى