يبدو أن جهات كثيرة في الدولة الفرنسية لا تنظر بعين الرضا إلى المسار الإيجابي الذي تمر به العلاقات بين الرباط وباريس هذه الأيام، ولذلك لا تفوت أي فرصة للاصطياد في الماء العكر، مسخرة أدوات إعلامية وجمعيات “حقوقية” في هذه المعركة الوسخة.
مناسبة هذا الكلام هي قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية، الذراع الإعلامي لوزارة الخارجية الفرنسية التي انزاحت عن وظيفتها الإخبارية إلى أداة للبروباغندا، حيث عمدت إلى نشر رواية منحازة بشكل فاضح عن قضية التعذيب المزعومة التي يتهم فيها المدعو زكريا المومني المدير العام لمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي بالتعذيب.
إقرأ أيضا: محامون: تحويل شكاية المومني ضد الحموشي “لا يعني أن الاتهامات صحيحة ومبنية”
ورغم أن الاتفاق القضائي الموقع بين المغرب وفرنسا ينص صراحة على أن الإبلاغ الرسمي الذي قامت به السلطات القضائية الفرنسية في هذه القضية يدخل في صميم مقتضيات الاتفاق ويجعل القضاء المغربي هو صاحب الاختصاص في متابعة أي مسؤول مغربي، إلا أن وكالة الأنباء الفرنسية مصرة على تقديم المومني الذي أدين في المغرب في قضايا الحق العام في صورة الضحية.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن مجلة “أوبس” الفرنسية مدت يد المساعدة لوكالة فرانس بريس، حيث أمطرت قرائها برواية عجائبيبة في هذه القضية وأخرى تعود إلى سنوات عدة.
إقرأ أيضا: الخارجية الفرنسية: “التبليغ الرسمي” إجراء مسطري تنص عليه اتفاقية التعاون القضائي بين المغرب وفرنسا
من الواضح إذن أن جهات كثيرة، انخرطت هذه الأيام في معركة لفرملة عملية المصادقة على الاتفاق القضائي الذي وقعه وزير العدل المغربي مصطفى الرميد مع حافظة الأختام الفرنسية كرستين توبيرا والذي بموجبه لن يكون بإمكان القضاء الفرنسي متابعة أي مسؤول مغربي على التراب الفرنسي، ولأجل ذلك فلا تتوقف هذه الجهات في تسخير أدوات إعلامية وأخرى سياسية إضافة إلى تجنيد جمعيات تتاجر في حقوق الإنسان.
لقد كان على رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران ووزيره في الاتصال بدل الإنشغال ببوليميك فيلم “الزين اللي فيك” وإصدار قرار منعه من العرض في المغرب حتى قبل ان يطلب منتجه ترخيص الاستغلال، (كان عليه) أن يرد على هذه المؤامرات التي تحاك في الظلام لعرقلة توقيع الاتفاق، ثم كان على وزير الداخلية محمد حصاد بدل أن يشد الرحال إلى فرنسا للمشاركة في القمة الفرنسية المغربية أن يصدر بيانا صحفيا، وذلك أضعف الإيمان، للرد على هذه المحاولات اليائسة للمس من سمعة مؤسسات وطنية أثبتت نجاعتها في التصدي لمحاولات عدة و متكررة لزعزعة أمن واستقرار المغرب، والدفاع عن وجهة النظر المغربية ودحض ادعاءات وسائل الإعلام الفرنسية.