الإرهابي محمد حاجب في خدمة الجزائر والبوليساريو

تواصل الجارة الشرقية، الجزائر، استغلال مجموعة من تجار الأدسنس الذين وضعوا أنفسهم رهن إشارة من يدفع أكثر، للهجوم على مؤسسات بلدهم، خاصة المؤسسة التي ظلت ولازالت تشكل لهم غصة في حلقهم. فعلى قدر الألم الذي تسببه لهم نجاحات المؤسسة الأمنية المغربية في حربها على الإرهاب، يكون صراخهم وعويلهم..
فبالتزامن مع وصول “أبو محمد الجولاني” للحكم في سوريا بعد إسقاط نظام بشار الأسد، خرج مجموعة من الإرهابيين من جحورهم للعلن الواحد تلو الآخر، محاولين “تبييض الإرهاب وترسيمه”، وهو ما يفسر خرجة محمد حاجب المدان سابقا في قضايا إرهاب، والمدعو محمد الديحاني، مساء أمس الأحد.
إن نجاح العمليات الأمنية المغربية مؤخرا ضد مجموعة من الخلايا الإرهابية، بما رافق ذلك من إشادة محلية ودولية واسعة، جعل الإرهابي حاجب يستنفر نفسه ومن على شاكلته (الديحاني) للخروج “إعلاميا”، من أجل إعادة الترويج لأكاذيب مهترئة، سعيا لضرب وتشويه صورة المؤسسة الأمنية المغربية، دون أن ينجح في ذلك منذ امتهانه تسول دولارات الأدسنس عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وقد استنجد الإرهابي حاجب بالديحاني وطلب منه خلال خرجتهما بالأمس، أن يمده بالوثائق القضائية التي تثبت “اتهام” هذا الأخير لمسؤولين أمنيين مغاربة بالتورط في “تعذيبه”، حيث صرّح حاجب بأنه سيسلم هذه “الوثائق” لمحاميه الألماني دعما لملفه أمام القضاء الألماني، وهو ما يُعتبر دليلا آخر على أن ملف حاجب تم حفظه قضائيا في ألمانيا، ولذلك فهو يبحث عن أمل كاذب، على لسان كذاب جديد (الديحاني).
وخلال هذه الخرجة المدعومة من كابرانات الجزائر، أقدم الإرهابي حاجب على البوح بسر دام عشرات السنين، ألا وهو الدور الذي لعبه الديحاني في الخفاء بصفته كان المسؤول الإعلامي عن مواجهات سطح سجن الزاكي. حيث تبادل الديحاني وحاجب الصواب بينهما، وحاول كل واحد منهما تذكير الآخر ببطولاتهما المزعزمة.
فالديحاني ذكّر حاجب بما سماه بطولة من خلال تحدي بعض المسؤولين “حفيظ بنهاشم” بل ولجلالة الملك الذي كان يخاطبه مباشرة ودون التقيد بقواعد الاحترام، وحاجب ذكّر بما وصفه “ذكاء” الديحاني الذي قاد في سرية تامة “الغزوة الإعلامية” التي واكبت “غزوة السطح”.
وفي معرض حديثهما عن تفكيك الخلايا الإرهابية مؤخرا بالمغرب، واللذان تباينا في تعليقهما عنها رواية الإعلام الجزائري، من خلال التشكيك في حقيقة العمليات الأمنية التي ساهمت في إحباط وتفكيك مجموعة من الخلايا الإرهابية،) ذكّر الديحاني بملابسات اعتقال الخلية الإرهابية “أمغالا” وادعى بكل وقاحة فبركة هذا الملف لتوريط عصابة البوليساريو مباشرة والجزائر بطريقة غير مباشرة. بل إن الديحاني لم يستبعد أن تكون للعمليات الأمنية الأخيرة ضد الإرهاب في المغرب علاقة بملف “الصحراء المغربية”، مستشهدا في هذا السياق بمنع السلطات المغربية لوفد برلماني أوروبي من القيام بزيارة للأقاليم الصحراوية المغربية تحت ذريعة احتمال وجود خطر إرهابي بالصحراء.
لقد تورط اليوم الإرهابي حاجب في استضافة الإرهابي “الصحراوي” محمد الديحاني الذي تكلم خلال هذه الخرجة، وبكل أريحية، مستعملا مصطلح “الصحراء الغربية” في مسّ واضح بالوحدة الترابية للمغرب، كما أنه ادعى أن السلطات المغربية كانت دائما تبحث عن توريط البوليساريو مع التنظيمات الإرهابية دون أن يقاطعه حاجب أو يبدي أي ملاحظات، وهو تأكيد ضمني على أنه يتفق معه فيما قاله.
وهكذا بدأت الصورة تتضح كون اليد الجزائرية هي من يحرك الديحاني وبيدقه حاجب، كما هو الحال مع علي لمرابط. فحاجب والديحاني(في انتظار التحاق زكريا المومني)، خرجوا في توقيت واحد للضرب في الجهود المغربية التي تتصدى للإرهاب، بل إن الديحاني حاول تسييس هذه الجهود لإخراجها من الطابع الأمني وربطها بقضية الصحراء المغربية في تماه واضح مع الأطروحة الجزائرية المناوئة للوحدة الترابية للمملكة.