عبر سفير فنيزويلا بالأمم المتحدة رفائيل رامريز (Rafael Ramirez)، الذي كان يرأس اللجنة الرابعة (لجنة تصفية الاستعمار)، لغاية شهر ديسمبر الماضي، عن نيته لتقديم ترشيحه للاستمرا على على رأس اللجنة للسنة الثانية على التوالي.
رامريز، الذي يعتبر العدو رقم 1 للمغرب، والمعروف بمواقفه المناهضة للوحدة الترابية للمملكة، وكذا بدعمه الكبير لانفصاليي “البوليساريو”، اتهم أمس الخميس، في حديث لوكالة “إيفي” بنيويورك، بعض القوى الدولية، دون أن يسميها، بمحاولة “تمييع اللجنة”، المكلفة بـ 17 من الأقاليم التي تعتبر غير مستقلة، وخاصة جبل طارق وجزر المالوين وكاليدونيا الجديدة والصحراء المغربية.
وحسب الدبلوماسي الفنزويلي، فإن القوى التي تشرف على إدارة هذه الأقاليم حاولت “تمييع اللجنة”، سواء من خلال المساهمة في الميزانية أو عبر رفضها الحديث عن تصفية الاستعمار.
وأضاف أن “البيروقراطية داخل الأمم المتحدة سكتت عن هذا الموضوع”، مشيرا إلى أن بلاده “كسرت هذا الصمت” منذ أن تولت رئاسة لجنة تصفية الاستعمار على مدار السنتين الماضيتين ، بصفتها عضوا في مجلس الأمن.
وشدد بالخصوص على الصحراء المغربية، التي قال إنها قضية تطلبت اصطدام ديبلوماسي قوي مع المغرب في يونيو الماضي.
وكانت الرباط قد اتهمت في حينه، الدبلوماسي الفنزويلي بمحاولة “تغيير القواعد” الجاري بها العمل داخل اللجنة، من أجل تمكين ممثل “البوليساريو” من التدخل باسم “الشعب الصحراوي”.
وأضاف رامريز “أن كل رؤساء لجنة تصفية الاستعمار ليسوا محايدين”، مذكرا في ذات السياق بدعمه لتقرير المصير، “أحد مبادئ الأمم المتحدة”، حسب تعبيره.
وتابع الديبلوماسي الفنزويلي ،”ليس هناك من يمكنه أن يطلب من الشعب الصحراوي أن يقضي باقي حياته لاجئا في مخيمات تندوف تحت احتلال قوة أجنبية ، كما هو الشأن بالنسبة للمغرب”. قبل أن يعرب عن أمله في أن يلي الأمين العام الجديد للأمم المتحدة المزيد من الاهتمام لهذا النزاع ، داعيا بالمناسبة الهيئات الأممية الأخرى ومنها مجلس الأمن ، إلى تحمل “مسؤوليتها” في هذا الشأن.
وحسب رامريز، فإن، المغرب وإسرائيل، يعارضان ترشيحه للاستمرار على رأس لجنة تصفية الاستعمار، غير أن فنيزويلا مازالت تحظى بدعم عدة دول، وأنها تلتزم بالاستمرار في هذا المنصب، في وقت أثارت فيه هذه الهيئة (لجنة تصفية الاستعمار) ، يقول الدبلوماسي، الاهتمام والنقاش داخل الأمم المتحدة.
يذكر أن فينزويلا أنهت في ديسمبر الماضي فترتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن، وهو ما صادف فترة انتقالية مر بها المنتظم الدولي، عرفت قدوم أمين عام جديد في شخص البرتغالي أنطونيو غتريس، وتولي إدارة أمريكية جديدة السلطة في البلاد.
جدير بالذكر أنه وبعد المواجهات بين المغرب وفينزويلا في مارس وأبريل من السنة الماضية داخل الامم المتحدة، عرف البلدين اصطداما جديدا في يونيو الماضي خلال الدورة الأخيرة للجنة الرابعة، حيث لم يتردد رفائيل رامريز في توجيه الاتهام صراحة إلى سفير المغرب الأمم المتحدة عمر هلال بمحاولة ” إفشال” اجتماع هذه اللجنة ، وهو ما رد عليه الدبلوماسي المغربي بأن رامريز يريد فرض وجهة نظره على أعضاء اللجنة. وقال في هذا الصدد :” فنزويلا تطبق قواعدها الديكتاتورية” على الأمم المتحدة “كما يطبقها رئيسها في بلده”.