في سياق الجدل الدائر داخل دواليب مجلس العاصمة الرباط، والذي يسهر على تسييره عمدة المدينة محمد الصديقي وفريق أغلبية حزب العدالة والتنمية، تظهر بين الفينة والأخرى اختلالات كبيرة تساهم في تضييع مداخيل كبيرة على صندوق المجلس، وهو ما يساهم بالتالي في انخفاض مستوى تنمية عاصمة المملكة.
آخر هذه الاختلالات ما كشف عنه مستشارو فيدرالية اليسار بمجلس المدينة، والذين نشروا عبر الصفحة الرسمية لحزبهم في الفيسبوك، سؤالا كتابيا وجهوه لمسؤولي أغلبية المجلس، يتساءلون فيه عن حجم مداخيل اللوحات الإشهارية بالمدينة وتفاصيل عقودها.
وبحسب ما قاله مستشارو الفيدرالية فإن “جواب الأغلبية المسيرة في المجلس تضمن معطيات وأرقام صادمة”، حيث أكد المسيرون للمجلس أن “مدينة الرباط تتواجد بها 299 لوحة إشهارية، تعود ملكية 234 منها لشركة FCCom وتتوزع 65 الباقية على 7 شركات أخرى، انتهت عقودها منذ سنوات لكنها لا زالت مثبتة. وفيما تمتد عقود استغلال 81 من لوحات شركة FCCom إلى سنة 2028 (عقد 30 سنة قابلة للتجديد)، انتهت عقود 153 لوحة سنتي 2012 و2013، ولا زالت رغم ذلك مثبتة ومستغلة تجاريا”.
كما جاء في الجواب أن “شركة FCCom تؤدي عن كل لوحة مبلغا لا يتجاوز 1000 درهم شهريا عن اللوحات الثابتة، و1250 درهما عن اللوحات المتحركة. بينما لا يتجاوز إجمالي ما تدفعه الشركة للجماعة 2,87 مليون درهم سنويا. كما تدفع الشركة مقابل الاشهار في عشرات مواقف الحافلات بالمدينة مبلغ 197000 درهما سنويا، علما أنه لم يتم أداء مستحقات سنة 2016”.
وتعليقا على هذه المعطيات قال مستشارو الفيدرالية أن “هذه المبالغ الهزيلة للوحات الإشهارية بمدينة الرباط تبين تضييع مداخيل تقدر بملايين الدراهم على ميزانية الجماعة. ونحمل الأغلبية المسيرة لجماعة الرباط مسؤولية التهاون في تطبيق العقود وفرض أثمنة تناسب القيمة التجارية الحقيقية لكراء اللوحات الاشهارية”.