تشهد مدينة مكناس خلال أول أيام ذكرى المولد النبوي الشريف توافد آلاف الأشخاص من مريدي الشيخ الكامل الهادي بنعيسى فيما يشبه موسم حج يتكرر كل سنة.
احتفالات عيد المولد النبوي بمدينة مكناس متفردة بالمقارنة بباقي مدن المملكة، فالزائر لهذه المدينة سيلاحظ لا محالة حركة غير عادية بمحيط ضريح الشيخ الكامل المسمى الهادي بنعيسى، الذي يعتبر قبلة لمريدي الطريقة العيساوية وحتى الحمدوشية.
صبيحة ذكرى المولد النبوي بمكناس فرصة لمحبي “الجذبة” و “الحضرة” سواء على طريقة عيساوة أو حمادشة فتجد جماعات متفرقة هنا وهناك بمحيط ضريح الشيخ الكامل “يتحيرون” على إيقاع هتين الطريقتين الصوفيتين، اللتان شهدتا خلال السنوات الأخيرة عادات دخيلة تدخل ضمن مجال السحر والشعوذة، ك”التفراس” والتي تتعلق بافتراس الماشية حية ومهاجمة كل من يرتدي لباسا باللونين الأحمر والأسود.
مساء ذكرى المولد النبوي وإلى ساعة متأخرة من ليله فرصة لمحبي الطريقة العيساوية الذين يتوافدون بالآلاف على مختلف شوارع المدينة القديمة المؤدية إلى ضريح الهادي بنعيسى، لمشاهدة عشرات الفرق العيساوية القادمة من مختلف بقاع المغرب، تتقدمها أحيانا أجود أنواع الماشية خاصة الثيران البيضاء المطلية بالحناء والمزينة برداء أخضر،والتي يمنحها بعض الأثرياء هبة لمريدي هذه الطريقة الصوفية المتجذرة في الثقافة المكناسية منذ أزيد من قرنين من الزمن.