كان يا مكان..في زمن التخبط و التيهان و في مكان لا نعرف له بالضبط عنوان و لكن سمعنا أنه في بلاد المغرب الملكية الهادئة البعيدة عن كل التطرف و الهوان..
من رحم الريح القادمة من الشرق أو من تلك التي تهب من بلاد الفرس… ريح التشدد و العنف.. لا العنفوان…
ولد فكر هجين لا نعرف هل هو فكر الزوايا و التصوف و الزار و اللف و الدوران.. أم هو الفكر القاتم القادم من إيران… أم هو فكر الرعب المشابه لذاك الذي في أفغانستان..
فكر يدعي أنه أم الطيبة… رحيم و محب للخير و الجنان… و هو في الأصل تهديد للأمن و الأمان… أبو الرجعية محب الظلام.. كثير الطغيان
فكر حمله رجل إمتهن التعليم في ذاك الزمان…لقبوه بالمرشد الأعلى ذو الصيت و الشان…
في دروب الحوز كان المرشد يمشي.. يفكر و يتفكر…يذكر و يتذكر إلى أن.. تمعن و تعثر و حملته نشوة وصفها بالصحوة في كتاب الإحسان..
تجرأ المرشد و بأعلى صوته صاح كما فعل ارخميدس في الجاذبية و الماء و الهيجان..وجدتها..وجدتها..إنها رسالة للأمة التي تمتد أبعد من أفغانستان.. رسالة الإسلام و الطوفان
في نشوته تخيل التصفيقات الحارة و الأوسمة و التيجان… فأرسل بخربشاته و يا ليته ما كان..
تحولت رسالة الطوفان إلى خزعبلات الذل و الهوان… و
نعت بالمجنون عديم الحيلة صديق أمة العميان..
فهاذا المغرب ‘الوطن’ الملكي الأبي و لسنا في بلد الفرس إيران..
بكى المرشد و إستعطف و إستذل و هو حيران.. كيف بالله لم يحدث أي طوفان؟
فخرج مرة أخرى بعد ذل السجن و الهوان.. ليوحد جهود المسليمين جلهم و تواصل مع المعارف كلهم… الإنس منهم و الجان..فقد خيل إليه أنه الفاتح عثمان بن عفان…
تبعه زمرة من الغلمان و قالو له.. لا تحزن سنسير ورائك ندعمك فنحن أولاد الأمة القاطنة في أذربيجان… و لا وطن لنا نعترف به و ليس لنا عنوان..و نحن من سيصنع الطوفان…
لقبو أنفسهم بالجماعة ثارة و بالتنظيم ثارة أخر..صالو و جالو في الجامعات بالسيوف و الخناجر منهم أبو عبيدة و أبو زبيدة و الملقب نفسه بأبي سفيان…
يقاتلون القاعديين و الإشتراكيين و الشيوعيين ناعثين إياهم بالملاحدة إلى أن نسوا..أو تناسو رسالة أمتهم في إيران..رسالة الطوفان..
مرت سنين و هم يمتهنون البلطجة في المدارس و الجامعات و يختبؤون بعدها في دور القرآن..إلى أن تعبو.. فلا أحد يأبه لفكر ‘الأمة’ فهو فكر البطش و الطغيان..
تمعنو و تربصو و ترقبو إلى أن توجسو فقالو تعالوا و توغلو في الحركات الإجتماعية فهي كثيرة الفائدة و هي من سيقلب الميزان..
في حراك فلسطين شبطو و صارو كلما إهتزت غزة إنتهزو الفرصة و…نددو و شجبو و للشوارع إحتلو ‘هاذا عيب هاذا عار و الصهيوني مستشار’ بالزعيق و الهيجان..
و هم غافلون أن فلسطين قضية المغاربة قاطبة منذ زمان..ملكا و شعبا و مستشارا و أسودا و غزلان…
مات مرشدهم و لبوصلتهم فقدو و صار هذا حالهم منذ ذاك الزمان.. يحلمون أن يسود فكر الأمة ..و بالمليونية وعدو إلى أن غاب عنهم العقل و صارو دراويش الركوب على أمواج حلم صناعة الطوفان..
في الفدرالية إختبأو و فوق جلد الحركات طافو يهللون و يعدون سيأتي الطوفان..سيأتي الطوفان!!!
لوعدهم خلفو فلا طوفان ظهر و لا بان…و لا فلان ولا مهدي ولا علان…و المليونييون إنسحبت منهم الجموع و يال خيبتهم…صارو زمرة من عشرات من الخرفان.. فيبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام… فكل من عليها فان..
فالمغرب وطن..عموده الملك و بوصلته الإعتدال و شعبه واع يصد كل تطرف و إبتذال… و هذا هو العدل و عنوان علو الشان..
و من له فكر ‘أمة’ أبعد من طنجة فيلذهب و ليولي لقبلته إيران… و ليدع المغاربة المؤمنين ليعيشو مطمئنين في أمان..فمنهم المسلمون و المسيحيون و اليهود و هذا جاء في دستور الحق و البيان.