قام وزير الخارجية الإستوني بزيارة رسمية إلى المملكة المغربية، في خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين المغرب وإستونيا، وهي الزيارة الأولى من نوعها، حيث التقى نظيره المغربي ناصر بوريطة.
وتمثل هذه الزيارة فرصة لتعميق التعاون بين البلدين، حيث تم توقيع إعلان مُشترك، خصوصاً في مجالات متعددة كالاقتصاد الرقمي، الطاقات المتجددة، والتعاون على مستوى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
العلاقات المغربية الإستونية.. تاريخ عريق وآفاق جديدة
أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، على أهمية العلاقات العريقة التي تربط البلدين، حيث أشار إلى أن هذه العلاقات بدأت منذ عام 1920 حينما كان لإستونيا قنصلية فخرية بمراكش، وهو ما يعكس التفاعل التاريخي العميق رغم البعد الجغرافي، كما تأتي هذه الزيارة في الذكرى 32 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما يدفع نحو تعزيز الشراكة القائمة على الاحترام والتعاون البناء.
وأكد بوريطة على أن البلدان يتشاركان العزيمة لتطوير العلاقات الاقتصادية وتوسيع مجالات التعاون. مُشيرا إلى أهمية هذا التعاون مع الاتحاد الأوروبي، وأن المغرب وإستونيا يتقاسمان رؤى مشتركة حول العديد من القضايا الدولية، كما أن التعاون بين البلدين يمتد إلى الشراكات الاستراتيجية في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
دعم إستوني لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية
ومن أبرز محاور هذه الزيارة، إعلان إستونيا دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية الذي قدمه المغرب عام 2007، حيث أكد وزير الخارجية الإستوني على دعم بلاده لهذا المقترح، معتبرا إياه حلاً عادلاً للنزاع المفتعل حول الصحراء، وبهذا الموقف، تصبح إستونيا الدولة العشرين التي تعلن عن تأييدها لمقترح الحكم الذاتي الذي يراه المجتمع الدولي خطة جادة وذات مصداقية، من داخل الاتحاد الأوروبي.
التعاون الاقتصادي والرقمي.. محرك أساسي للعلاقات المستقبلية
ووفقا لما أكده كل من بوريطة ونظيره الإستوني، فإن التعاون بين المغرب وإستونيا لا يقتصر على الجانب السياسي فقط، بل يمتد ليشمل مجالات أخرى مهمة، أبرزها التعاون في المجال الرقمي.
وإستونيا، التي تُعتبر رائدة في هذا المجال على الصعيد العالمي، عبرت عن رغبتها في الاستفادة من التجارب المغربية، خصوصا في ما يتعلق بتطوير المنشآت المينائية والطاقية، وبهذا الخصوص تم الاتفاق على تعزيز التعاون الرقمي بين البلدين، بما يُساهم في تطوير الاقتصاد الرقمي واستقطاب استثمارات جديدة.
ورافق وزير الخارجية الإستوني، وفد من رجال الأعمال الذين يرغبون في استكشاف فرص التعاون مع نظرائهم المغاربة، حيث يسعون إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وتمهيد الطريق لدخول الشركات الإستونية إلى السوق الإفريقية عبر بوابة المغرب.
التعاون الدولي والإقليمي.. قضايا عالمية مشتركة
وشهدت الزيارة أيضا مناقشة العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، بما في ذلك الوضع في إفريقيا وأوروبا، وتطورات الأزمة الأوكرانية، وحسب بوريطة، هناك تقارب في وجهات النظر بين البلدين حول هذه القضايا، كما جرى التأكيد على أهمية الشراكة بين المغرب وإستونيا في إطار الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
تعزيز التعاون واستشراف المستقبل
هذا وعبر وزير الخارجية الإستوني عن سعادته بالحفاوة التي لقيها في المغرب، مؤكداً أن هذه الزيارة تشكل نقطة انطلاق لتطوير العلاقات الثنائية في المستقبل، فيما رحب ناصر بوريطة من جهته، بالزيارة الرسمية التي ستقوم بها المملكة المغربية إلى إستونيا قريبا، مؤكداً أن البلدين يملكان إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون في العديد من المجالات.
وبهذه الزيارة، تكون العلاقات المغربية الإستونية قد دخلت مرحلة جديدة من الشراكة والتعاون، خصوصا في ظل الدعم الإستوني الصريح لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، ما يعكس تطورا إيجابيا في موقف المجتمع الدولي إزاء هذه القضية.