أطلق حزب العدالة والتنمية حملة تضامن واسعة مع أمينه العام ورئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران على الموقع الإجتماعي “فايسبوك”. القائمون على هذه الحملة يشتكون كون عبد الإله بن كيران يواجه معارضة من طرف عدة جهات منها حميد شباط أمين عام حزب الإستقلال، إدريس لشگر، الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، حزب الأصالة والمعاصرة، جماعة العدل والإحسان، المثليون، اليساريون، المنحرفون و… رشيد نيني.
وتسائلوا كيف لزعيمهم أن يقوم في هذا الوضع ومع وجود كل هؤلاء “المشوشين” بإصلاح مغرب تم نهبه على مدى خمسين سنة، مؤكدين في نفس الوقت على أن بن كيران “يتمتع بمساندة الله والملك والشعب”.
إنها حملة تثير استغراب وسخرية المغاربة في آن واحد، كما تكشف عن سذاجة وضعف الطاقم المسؤول عن الإعلام في حزب المصباح، إذ ما هي وظيفة أحزاب المعارضة في كل ديمقراطيات العالم؟ أ يريدها بن كيران أن تصفق و تُطبِّل لحكومته ولبرنامجها ومواقفها مهما اختلفت وتناقضت مع برامج أحزاب شباط، لشگر، البكوري و منيب. ولماذا يؤرق صحافي واحد حزب العدالة والتنمية ويحرم عنه نومه؟ هل أصبح رشيد نيني زعيم حزب يزعج لوحده حكومة بأكملها؟ وهل نسي حزب بن كيران أنه لطالما استفاد من قلم نيني يوم كان حزبه في المعارضة؟ ثم لماذا كل هذا الهول والعجز عن تطبيق الإصلاح و بن كيران، كما يدعي أنصاره، يحضى “بمساندة الله والملك والشعب”؟
لقد نسي أنصار بن كيران أو تناسوا أن يضيفوا إلى قائمة معارضي زعيمهم نقابات العمال التي أثقلت الحكومة كاهلهم، ونساء المغرب اللواتي اعتبرهم رئيس حزب المصباح “عْيلات” و”ثريات” لتزيين البيوت، ومئات منظمات المجتمع المدني التي تحتج يوميا ضد سياسة الحكومة التي يقودها بن كيران.
ومن جديد وأغرب ما جاءت به هذه الحملة الإعلامية، كون حزب العدالة والتنمية لم يعد يكتفي بالمرجعية الدينية وحدها، بل يحاول الإستحواذ على شعار المغاربة أجمعين الذي هو “الله، الوطن، الملك” لتوظيفه في صراعاته السياسية، رغم تغيير كلمة الوطن بالشعب، وتغيير في التراتبية بين الملك والشعب، لغرض في نفس يعقوب.
بقي أن نذَكِّر بنكيران و حزبه و إعلامييه أن عدد المغاربة يناهز ال 35 مليون نسمة حسب إحصاء أحمد لحليمي، فيما لم يحصد حزب المصباح إلا على أقل من مليون صوت خلال الإنتخابات التي أوصلته إلى الحكم.
فعن أي شعب تتحدثون؟