الأخبارسياسةمستجدات

أول صفعة محرجة لديبلوماسية بوريطة في قضية الصحراء

الخط :
إستمع للمقال

في الوقت الذي كان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يعرض بسماته العريضة أمام عدسات الكاميرات بمدينة نيو يورك رفقة وزراء خارجية الفيليبين و تونس و سورينام، الغابون و غواتيمالا و الفيتنام، نزلت الديبلوماسية الجزائرية، الرسمية منها و الموازية، بكل ثقلها داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لتعطينا ضربة سياسية موجعة قد تُدخل ملف الصحراء المغربية نفقا غير محسبوب العواقب ولا يبشر بخير في علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي.

فقد استطاعت الجزائر، حسب ديبلوماسيتها و وكالة أنبائها الرسمية، و في غفلة من الساهرين على ديبلوماسيتنا، أن تقنع قادة الاتحاد الأوروبي بتغيير اسم و شكل القمة التي يعقدها الاتحاد مع إفريقيا منذ سنوات، حيث كانت القمم تنعقد تحت اسم “قمة الإتحاد الأوروبي\إفريقيا”، و كان يحضرها المغرب بينما كانت محرمة على “الجمهورية الصحراوية” الوهمية.

ونجاح الجزائر ، الذي لم يكذبه المغرب و لم ينفيه الاتحاد الأوروبي، في تغيير اسم و شكل القمة لتصبح “قمة الاتحاد الأوروبي\الاتحاد الإفريقي” يعني مبدئيا أن اللقاء سيحضره كل من المملكة المغربية و الجمهورية الوهمية سواء.

في السابق، كان الاتحاد الأوروبي يرفض حضور وفد عن “جمهورية تيندوف” لأن القمة كانت تنعقد مع دول القارة الافريقية و ليس مع الاتحاد الإفريقي الذي لن يكن المغرب منتميا اليه منذ مغادرته للمنظمة، وفوق هذا وذاك فلا توجد أي دولة أوروبية تعترف بالكيان الصحراوي.

أما اليوم، و قد استرجع المغرب كرسيه داخل الإتحاد الإفريقي الذي تتواجد فيه أيضا الجمهورية الوهمية، فيصعب على الرباط فرض إقصاء هذا الكيان من اللقاء بين اتحاد أوروبا و اتحاد افريقيا المزمع عقده في أبيدجان يومي 29 و 30 نونبر المقبل، بما أن القمة أصبحت بين اتحادين.

و إذا كان منتظرا أن تلجأ الجزائر لمثل هذه المناورات لخلق متاعب جديدة ومعادية لمصالح المغرب، فمن غير المفهوم أن تمر العملية ببساطة و الساهرون على ديبلوماسية المغرب و على رأسهم وزير الخارجية ورئيس الحكومة نفسه جالسون في المدرجات، ضمن المتفرجين.

لقد قررت الجزائر أن تعاكس المغرب منذ نصف قرن، بل و جعلت من عدائها لنا قاعدة استراتيجية في علاقاتها الدولية سخرت لها موارد بشرية و مالية ضخمة. كما أثبت القادة الجزائريون أنهم لن يغيروا سياستهم اتجاه المغرب سواء مع ليامين زروال أو عالي كافي، أو مع بوتفليقه واقفا على رجليه أو مدفوعا على كرسي متحرك. فلماذا يا ترى بقيت ديبلوماسيتنا خارج التغطية حين كانت تحاك ضدنا هذه المؤامرة الخطيرة في دهاليز الإتحاد الأوروبي؟

وبدءا من اللحظة التي نخط فيها هذه الكلمات، يتوفر المغرب على شهرين من الوقت فقط لتدارك ما يمكن تداركه، و إلا فإن قمة أبيدجان في شكلها الجديد ستفتح الباب أمام قمم “الصين\الاتحاد الإفريقي” بدل “الصين\افريقيا”، و “اليابان\الاتحاد الإفريقي” عِوَض “اليابان\افريقيا” لتعبد، لا قدر الله، طريق جمهورية تيندوف نحو الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى