الأخبارسياسة

أوريد: على نخب المملكة أن تكون فاعلة في التحولات السياسية لا متفرجة

الخط :
إستمع للمقال

أكد الكاتب حسن أوريد، على أنه عندما تتوارى النخب وترفض القيام بالمهام الملقاة على عاتقها يؤدي ذلك إلى بروز الاتجاهات الشعبوية، وإلى مختلف الاختلالات المجتمعية. واستدل أوريد على ذلك بما أسماه المفكر الفرنسي جوليان بندا “خيانة المثقف”.

واعتبر أوريد الذي كان يتحدث في ندوة فكرية بالجامعة الدولية بأكادير، نهاية الأسبوع الماضي، بناء على ذلك أن المثقف يحتاج إلى انخراط واع في قضايا المجتمع، وأن عدم تحمله المسؤولية يعتبر خيانة عظمى.

واستعرض أوريد مختلف النظريات الفلسفية والفكرية التي تناولت مفهوم النخبة منذ أرسطو، الذي كان يتصور أن النخبة هي جماعة من الناس استوطنوا كهفا وكانوا مكبلين بالأصفاد إلى أن قرر أحدهم الخروج إلى النور، إلا أن ضوء الشمس أعشى نظره واحتاج إلى وقت طويل حتى يتأقلم ويكتشف حقيقة الواقع، بدل الأشباح والظلال التي ألفها داخل الكهف.

وأشار أوريد إلى أن أي دينامية في التاريخ كان وراءها أشخاص انتقلوا من مرحلة الصياغة إلى الوجود والفعل، كما حدث مع أصحاب الكهف. وأضاف أن مسألة إبداع وإنشاء الأفكار وبلورتها عمليا من خلال الفاعلين، أمر ضروري للنخبة التي تريد القيام بأدوارها.

وقال أوريد في معرض حديثه عن موضوع النخب المغربية ودورها في إصلاح الاختلالات السياسية، إن من الواجب عليها مراقبة التحولات السياسية التي يعيشها المغرب، وأن تكون نخبا فاعلة وليست متفرجة، وقادرة على التأثير في العديد من القضايا الشائكة التي أضحى المجتمع المغربي يعرف الكثير منها. وكمثال على ذلك أورد أوريد قضية الإرهاب، التي صارت تشغل المجتمع المغربي، كما غيره من المجتمعات التي باتت عرضة له، ولما يرتبط به من إنتاج الفتاوى التي تبيح سفك دماء الناس.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مع كامل احترامي لكلام الدكتور أوريد بخصوص ما صرح به و انطلاقا مما جاء في المقال، و بناءا على تجربة شخصية في المجال السياسي أقول أن انخراط النخب في السياسة يبقى صعبا خاصة بالنسبة للاطر و الشباب العامل في مجالات المقاولات المتوسطة و الكبرى، فمهامهم و توقيت عملهم لا يساهم في اي مساهمة ناهيك عن وجود العديد من المناضلين الذين يشتغلون بقطاعات وظيفية تتيح لهم عدم التواجد بالعمل و بالتالي الحضور في اجتماعات الحزب و أنشطته التي تبرمج في أوقات الدوام، لذلك لن يترك الاطر مكاتبهم و هم الملزمون بالحضور للمساهمة في انشطة سياسية بيروقراطية و خشبية لا تكون في أغلب الاحيان ذات اي قيمة مضافة، ناهيك عن غلبة منطق الولاءات و القرابة في جل التعيينات و التسميات.
    النخب حين تصطدم باساليب تسيير مزاجية و غير عقلانية تفضل الانشغال باعمالها و مشاغلها بدل صراعات لا تفيد أي طرف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى