أوباما في خطاب الوداع: التحدي الديمقراطي يعني “إما أن ننهض كلنا أو أن نسقط كلنا”
ألقى الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما خطاب الوداع ليلة أمس الثلاثاء، في مدينة شيكاغو، التي احتضنت صعوده السياسي نحو البيت الأبيض، مؤكدا فيه أن الولايات المتحدة هي اليوم “أفضل وأقوى” مما كانت عليه عندما اعتلى السلطة قبل ثمانية أعوام، داعيا الشعب الأمريكي إلى الدفاع عن الديمقراطية.
وقال أوباما في خطاب إلى الأمة، هو الأخير له قبل أن يسلم السلطة الأسبوع المقبل إلى خلفه الجمهوري دونالد ترامب، إن التحدي الديمقراطي يعني “إما أن ننهض كلنا أو أن نسقط كلنا”، داعيا الأمريكيين إلى الوحدة “أيا تكن اختلافاتنا”، مع إقراره في ذات الوقت بأن العنصرية لا تزال “عاملا للانقسام” في المجتمع الأمريكي.
وأضاف أوباما (55 سنة)في خطابه الذي تناقلته مباشرة مختلف وسائل الاعلام الامريكية والدولية، قائلا : “في غضون عشرة أيام، سيشهد العالم العلامة المميزة لديمقراطيتنا، الانتقال السلمي للسلطة من رئيس منتخب بحرية إلى الرئيس الذي سيليه. أبلغت الرئيس المنتخب ترامب أن إدارتي ستضمن انتقالا سلسا، كما فعل معي الرئيس بوش”.
وشدد الرئيس رقم (44) للولايات المتحدة على الإنجازات التي تحققت خلال ولايتيه المتعاقبتين، مشيرا على الخصوص إلى خلق مناصب الشغل وإصلاح نظام التأمين الصحي وتصفية أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي).
ومن بين الإنجازات التي تحدث عنها أيضا تغلب أمريكا على الركود الاقتصادي وتحريك صناعة السيارات وفتح المجال أمام فرص العمل وفتح صفحة جديدة في علاقات بلاده مع كوبا ،إضافة إلى الاتفاق النووي مع إيران و”القضاء على مدبر هجمات 11 سبتمبر”.
وقال في هذا السياق: “قضينا على عشرات الآلاف من الإرهابيين، ومن بينهم أسامة بن لادن. تمكن التحالف الدولي الذي نقوده من القضاء على قادتهم واسترد نحو نصف المناطق التي يسيطرون عليها. سيتم القضاء على تنظيم الدولة، ولن يعيش بأمان من يهدد أمريكا”.
وفي شيكاغو، المدينة التي رسم فيها سيرة حياته المهنية، وأصبحت معقله السياسي، عدل أوباما في خطابه الرئاسي الأخير الشعار الذي كان قد أطلقه لحملته الانتخابية قبل 8 سنوات، من “نعم يمكننا” إلى “نعم فعلنا”.
ولم يفته الحديث في خطابه عن مشكلة التغير المناخي، حيث أكد أوباما أن إنكار هذه الحقيقة العلمية “خيانة للأجيال المقبلة”. وقال: “يمكننا ويتعين علينا أن نناقش الطريقة المثلى للتصدي لهذه المشكلة. ولكن الاكتفاء بإنكار المشكلة لا يعني خيانة الأجيال المقبلة فحسب، وإنما أيضا خيانة جوهر روح الابتكار وإيجاد الحلول العملية للمشاكل، وهي الروح التي أرشدت آباءنا المؤسسين”.