في خطوة غير مسبوقة داخل حزب الاتحاد الدستوري، أعلن الكاتب العام الوطنين للشبيبة الدستورية تمرده على قيادة الحزب، بإعلانه الترشح لمنصب الأمين العام لحزب الحصان الذي من المرتقب أن يعقد مؤتمره الوطني الخامس أيام 27، 28، و29 مارس الجاري، بمدينة الدار البيضاء.
وفي هذا السياق، أكد أنور الزين لموقع “برلمان.كوم”، أن اختيار شعار “التغيير الممكن” لحملته ينطوي على ما تختزله العبارة من مفاهيم عميقة، أولها هو أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وتغيير ما بالنفس هو التغيير الممكن. ثم هناك إشارة، يضيف الزين، إلى ما حدث في بلدان الجوار من خلال ما سمي تاريخيا بالربيع العربي، ولم يكن فيه شيء من الربيع، ما عدا ميدان الحريات الذي شهد بعض التقدم، أما مجال الأمن والأمان “فللأسف مازلنا نسمع ونرى كل يوم مآسي تقع في مصر وتونس وليبيا وسوريا والعراق وما إلى ذلك”. وطبقا لنظرية إدارة الحملة، يزيد مرشح الأمانة العام لحزب الاتحاد الدستوري، هناك نوعان من التغيير، التغيير غير الممكن الذي يقود أصحابه إلى مصائب ومساوئ، وهناك التغيير الممكن وفيه محاسن وأجر عظيم. لذلك، يجب أن نعرف ما هو ممكن ونقوم به، وغير الممكن لنتركه، إلى جانب بذل المجهود الكافي للنجاح في المرحلة الأولى قبل المرور إلى المرحلة الموالية. فهذا هو التغيير المنشود، وما يتوجب فعله سواء داخل الاتحاد الدستوري أو المجتمع المغربي بصفة عامة.
وفي جواب عن تصوره لمستوى المنافسة التي من الممكن أن يواجهها في حملته هاته، قال أنور الزين بأن المنافسة على الأمانة العامة لابد أن تكون. فالحزب له رصيد كبير بنضالاته لما يزيد عن 30 سنة. بعد أن أسس عام 1983 من طرف المرحوم المعطي بوعبيد. ناهيك على أنه مبني على فكرة تعاقب الأجيال. وكان المرحوم بوعبيد، يذكر الزين، قد تحدث عن جيل ما بعد الاستقلال وجيل بعد ما بعد الاستقلال، أو ما يمكن تسميته اليوم بجيل محمد السادس. فهذا الجيل، يردف الزين، لابد له أن يصل إلى مسؤوليات، وحتى على أعلى مستوى خطاب في هرم الدولة قيل بصراحة للطبقة السياسية ماذا حضرتم من نخب وبرامج جديدة؟.
فالنفس السياسي، يؤكد المتحدث، يحتاج إلى تنشيط وحراك جديد، والسياسة لا تحب الفراغ، إذ أن 6 في المائة من الشباب فقط هم المهتمين بالشأن السياسي، ومجرد 1 في المائة منخرطون في أحزاب أو نقابات. وعليه، يشدد الزين، لابد لنا كحزب ليبرالي كان دائما يستشرف المستقبل. سباقا للنداء بالجهوية، سباقا للنداء بحرية المقاولة، سباقا للنداء بتقوية القدرات الشخصية، أن يكون اليوم بعد 32 سنة من نشأته سباقا ويعطي المثل إن شاء الله لدرجة التأقلم والتحول والاستباق والاستشراف بقيادة جديدة نتمناها ليست فقط شابة، فالمكان للجميع، ولكن حتى تكون للشباب كلمة قوية.
وعن طموحه الشخصي، قال الزين بأنه ينصب حول “تقلد هذه المسؤولية وهذا الشرف داخل حزب الاتحاد الدستوري، وأن يجمع شمل الأسرة الدستورية على أساس أن يعود الحزب إلى توهجه الماضي، وهذا ليس ببعيد، على المستوى الوطني أو على مستوى الأقاليم”. مشيرا إلى أن التنافس سيحدث بشكل أكيد، ولكن سيكون شريفا “فنحن ننتمي لحزب واحد ونتشاطر نفس الأفكار. الفرق يكون فقط في وتيرة العمل، وطريقة تصريف هذه الأفكار، وفي التواجد الإعلامي، والحضور على مستوى نتائج الانتخابات، كما الحضور على المستوى الفكري”. فضلا عن كيفية تجديد المنظومة الفكرية في المسائل الآنية، من قبيل الإجهاض السري، وإلغاء عقوبة الإعدام، والحريات الفردية. فهذه كلها مواضيع آنية، يخلص أنور الزين، ويجب “علينا كمؤسسين لفكر تحرري أو ما يسمى بالفكر الليبرالي أن نكون سباقين إلى معالجتها من الزاوية الفكرية، مع تقوية الوقع الانتخابي والحضور على مستوى الساحة السياسية، دون إغفال الإنزال المتين على الصعيد الإعلامي”.