أنطونيو غوتيريس يقرّع غالي في اجتماع بمقر الأمم المتحدة (الصورة تتحدث)
في أقل من أربع وعشرين ساعة على استدعاء زعيم ميليشيات جبهة البوليساريو للمثول أمام الأمين العام للأمم المتحدة أونطونيو غوتيريس، خفضت المواقع الإعلامية التابعة للجبهة من مستوى لهجتها التصعيدية بخصوص أزمة معبر الكركرات الحدودي، والتي أكثرت من التبجح بها في الفترة الأخيرة بعبارة “لن نسحب وحداتنا العسكرية من الكركرات”، وهو ما يؤكد بالملموس أن غالي وممثلي البوليساريو تلقوا تقريعا قويا من طرف غوتيريس خلال الاجتماع.
ومما زاد من تأكيد شدة وقوة اللقاء على غالي -الذي حضره مع بعض من مرافقيه لمقر الأمم المتحدة بنيويورك أمس الجمعة- بالإضافة لتخفيض اللهجة الإعلامية في مواقع الجبهة والتي اكتفت كلها بتدوير مقال وكالة أنباء الجبهة، صورة ملتقطة لغالي أثناء مثوله أمام غوتيريس، حيث اختفت البسمة من على وجه الزعيم الانفصالي، أمام حركة شديدة من غوتيريس في وجه غالي، تظهر بأنها تنبيه له ولميليشياته على اختيارها الأسلوب التصعيدي الانفرادي في منطقة الكركرات، رغم انسحاب القوات العسكرية المغربية من جانب واحد.
وكانت القصاصة الإخبارية المعممة على كافة مواقع الجبهة، قد اكتفت بتكرار الأسطوانة المشروخة، والمحصورة في لغة خشب من قبيل “المناطق المحررة” “آخر مستعمرة” “تقرير مصير الشعب الصحراوي”، وهي العبارات التي عفى عنها الزمن، ولم تعد تجد لها صدى، لدى المجتمع الدولي ولدى أبناء الصحراء الحقيقين، ناهيك عن حقيقتها المادية المنعدمة أصلا.
جدير بالذكر أن جبهة البوليساريو اختارت مؤخرا، ومنذ تفجر أزمة منطقة الكركرات، رفض الامتثال لكل توصيات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بالانسحاب من هناك، والتوقف عن الاستفزازات العسكرية بالمنطقة الحدودية الواقعة جنوب المغرب شمال مدينة الكويرة المغربية، مبدية إصرارا كبيرا على عرقلة الحركة التجارية للشاحنات المغربية، المارة نحو موريتانيا وعمق القارة الإفريقية، مهددة أحيانا السائقين العزّل بالسلاح، لأجل نزع لوحات ترقيم الشاحنات المغربية وملصقات ضريبة الشاحنات، بمنطق يتنافى والمنطق السليم، قبل استدعاء زعيمها صاغرا أمس الجمعة لمقر الأمم المتحدة لإجتماع يبدو أنه سيضع حدا لممارسات ميليشيات البوليساريو.