مع نزول أمطار الخير القوية، نهاية الأسبوع المنصرم، عادت الآمال تعلو محيا المواطنين، خاصة الفلاحين منهم، الذين باتوا متخوفين من أن تحيط بهم ربقة الجفاف المدقع ويتفاقم بفعل شح التساقطات المطرية. إلى جانب هذه الآمال؛ انتعشت أيضا حقينة السدود المغربية إذ بلغت أقصاها في بعض مناطق شمال المملكة.
وقد ساهمت أمطار الخير في كشف فضائح المسؤولين عن تدبير مجموعة من الجماعات، خاصة الكبرى، كما هو الحال الذي عاشته بعض أحياء العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء. أحياء بمجرد هطول الأمطار بقوة حتى تحولت إلى لوحة مياه طافية على الشوارع وأجزاء المنازل. مظاهر غرق الأحياء هذه تداولها رواد منصات التواصل الاجتماعي عبر صور ومقاطع فيديو متذمرين من هذه السيناريوهات التي تتكرر كلما تهاطلت أمطار الخير على بلدنا.
وارتباطا بذلك؛ أكد أحمد أفيلال، نائب عمدة الدار البيضاء، في حديث لـ”برلمان.كوم“، أنه “أتفق مع هؤلاء الناس الذين يقولون إنه لا يعقل أننا كل سنة نعيد نفس السيناريو ونشاهد غرق الأحياء”.
وأوضح أفيلال أنه “نحن كجماعة لسنا من ندبر هذا القطاع، إنما تدبره الشركة المفوض لها وهي (ليدك). وهناك تنسيق معها لهذا الأمر، وعقدنا اجتماعات أوضحت خلالها الشركة أنه في نفس الوقت هناك استثمارات يجب أن تتم لأن قنوات الصرف بالمدينة أصبحت قديمة وتتطلب ميزانية ضخمة”.
وأضاف نائب عمدة الدار البيضاء قائلا: “كنا قد اتفقنا مع شركة “ليدك” وطلبنا منهم في بداية السنة أن يشرعوا في تنقية قنوات الصرف كي نكون جاهزين لأي أمطار خير مرتقبة”. مشيرا إلى أنه وبعد غرق بعض الأحياء “كان تدخلهم (ليدك) سريعا”.
وفي ذات السياق؛ كشف أفيلال أنه “نحن في صدد إنجاز برنامج فيما يخص مشكلة الفياضانات هذه..”. لافتا إلى أن “هناك بعض الأشغال التي تُنجز وهي كثيرة بالدار البيضاء وتقول ليدك إن هذه الأشغال هي التي تخلق لها المشكل وتعرقل عمليات التنقية”.
وشدد المتحدث على أن “هذه الإصلاحات تتطلب ميزانيات ضخمة”، موضحا: “اليوم أولوياتنا هي أن نجهز البنيات التحتية وبعدها نمر لهذه المسألة. ونتمنى أن نكون بحلول السنة المقبلة قد بدأنا في هذه الإصلاحات”.