عاشت مدينة أصيلة اليوم الجمعة أجواء احتفالية بمناسبة حفل افتتاح المنتدى الدولي الثقافي في نسخته الأربعون في مقر مكتبة الأمير بندر بن سلطان، والذي يشكل عرسا ثقافيا تحج إليه الدول بحضور عمالقة الفكر والأدب من جميع بقاع العالم، وكانت إفريقيا ضيف الشرف لهذه السنة، الأمر الذي شكل مدعاة ومناسبة لتسليط الضوء على الروابط المتينة التي تربط كلا البلدين معا، المغرب وإفريقيا.
حظي الحفل الافتتاحي لهذا العرس الثقافي بحضور مجموعة من الفاعلين في المجال الثقافي على الصعيد الدولي، والذين عبروا عن انخراطهم في تطوير العلاقات الاستراتيجية والدولية من خلال رعاية هذا المنتدى، والسهر على تحقيق الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها.
في بداية الحفل ألقى محمد بن عيسى، رئيس جماعة أصيلة والأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة التي أشرفت على تنتظيم المنتدى كلمته، التي عبر من خلالها عن عظيم امتنانه لاختيار المدينة”الصغيرة والجميلة” أصيلة لإحياء المنتدى في نسخته الأربعين.
وقال إن زيارة الرئيس السينغالي ماكي صال دليل على عمق الروابط والتقدير المتبادل بين السينغال والملك محمد السادس، موضحا أن الزيارة هي عنوان على ما يجمع بين الشعبين والبلدين من علاقات عريقة موسومة بالتعاون والتضامن والأخوة والصداقة.
وأوضح أنه بهذه الزيارة تكون أصيلة وسكانها قد استكملوا أربعين سنة على طريق إقامة جسور التواصل والتفاهم والتعاون، بين الشعوب من خلال مفكريها ومثقفيها ومبدعيها الذين قدمةا إلى مدينة أصيلة، وشاركوا في فعاليات الموسم في النسخة الأرعين.
وشهد الحفل حضور محمد الأعرج وزير الثقافة والإتصال، الذي قال في مداخلته، إن احتضان المغرب لهذا المنتدى الدولي الثقافي يبين أن المغرب تمكن من تبني النموذج الثقافي الذي ييجب الإقتداء به، واعتبر الأمر مناسبة لإشعاع الثقافة المغربية من خلال اعتماد البرمجة الثقافية المناسبة، مشيرا أن المغرب يشتغل وفق وعي جديد قوامه الاستفادة من فرص النجاح.
ومن جهته أضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، أن تتويج إفريقيا هذه السنة في هذا العرس الثقافي الدولي يحمل بين طياته العديد من الدلالات، التي تؤكد أن العلاقة بين البلدين متينة، وأشار أن هذا الحضور يعطي خاصية أساسية للمنتدى، معتبرا الأمر عربون الأصالة التاريخية التي طبعت العلاقات بين المغرب وإفريقيا، وأشاد باعتماد المغرب لمقاربة ثقافية ناجحة انطلقت من المستوى الوطني لتغدو عالمية.
وفي الختام، ألقى الرئيس السينغالي ماكي صال، كلمته خلال افتتاح المنتدى الدولي الثقافي بأصيلة، والذي عبر من خلاله عن امتنانه لحضور هذه التظاهرة الثقافية، التي تترجم مجموعة من المبادئ والقيم المشتركة مع المغرب، وشدد على ضرورة تشجيع الاندماج السينغالي داخل المغرب، معتبرا ذلك ضرورة أساسية لنجاح المشاريع التي يتم تسطيرها على المدى البعيد.
وأشار في الصدد نفسه، إلى أن المغرب بذل مجموعة من الجهود الجبارة التي يشكر عليها، في أفق تنظيم هذا المنتدى الذي تحج إليه جميع الدول من كل بقاع العالم، بهدف حضور الفعاليات الثقافية التي تربط بين البلدين والتي اعتبرها خير دليل على متانة العلاقة التاريخية التي ظلت قوية على مدى سنوات تاريخية مهمة.