الأخباررمضانياتمستجدات

أشهر مساجد العالم.. «مسجد السنة» معلمة دينية ظلت لحوالي 20 سنة بدون مصلين

الخط :
إستمع للمقال

باعتبار شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله عزّ وجل، تتزين المساجد لاستقبال المصلين الصائمين لإقامة الصلوات من الفجر حتى صلاة التراويح والتهجد في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، وتتميز المملكة المغربية بضمها العديد من المساجد التاريخية.

موقع “برلمان.كوم” يسافر بكم عبر سلسلة رمضانية “أشهر مساجد العالم“ للتعريف بالمساجد الأكثر شهرة عبر العالم، والتي غالبا ما تتميز بتصميمها المبهر وطرازها المعماري الإسلامي الذي يجعلها تختلف كثيرا عن مساجد أخرى.

في حلقة اليوم سنحط الرحال بمدينة الرباط، للتعريف ب«مسجد السنة» الذي يعتبر صرح تاريخي ديني متميز، وهو أحد المساجد الست التي بناها السلطان “سيدي محمد بن عبد الله” في جمادى الأولى سنة 1199 هجرية الموافق مارس 1785 ميلادية.

يتميز مسجد السنة باتساع جوانبه وانتظام أجزائه وببساطته أيضا، فهو مربع الشكل 74,70م على 74,50م، و بذلك تبلغ مساحته 5565م² وعليه، فإنه يحتل المرتبة الرابعة الكبرى بين مساجد المملكة، أي بعد جامع حسان بالرباط (25512 م²) و مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء و مسجد القرويين بفاس (6300 م²)، أما صحن المسجد فيتكون من ثلاثة أقسام كبرى يبلغ عرضها 7,00 م متوازية مع جدار القبلة.

وحسب روايات المؤرخين فان مسجد السنة ظل منذ بنائه زهاء عشرين سنة خاليا من المصلين لبعده عن المدينة العتيقة، الشيء الذي دفع بالسلطان المولى سليمان لنقل أخشاب سقوفه قصد تسقيف جامع علي بن يوسف الذي انمحت آثاره الآن بمراكش.

وقد قام السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان بتجديد بناء جامع السنة، حيث أصبحت تقام به الصلوات الخمس بشكل منتظم إضافة لصلاة الجمعة، وذلك بعدما بادر إلى زيادة تعمير تواركة بعبيد البخاري، وإقامة دار المخزن والمشور السعيد (القصر الملكي)، وقد انصبت الترميمات الجديدة على دعم صحون الصلاة بروافد دون تعديل التخطيط الأساسي للجامع، مع إضافة جناح وباب جديدين خلف المقصورة ومحل للوضوء قرب الصومعة، ومخدع مستطيل وراء المحراب يرجع تاريخه إلى عهد السلطان المولى عبد العزيز سنة 1907م.

أما الأقواس المعقوفة فتسندها دعامات مربعة الشكل، وتسند بدورها حمالات مكسية بالقرمود الأخضر، بالإضافة إلى ساحة زواياها منتظمة، وشكلها مستطيل، تحتل الجانب الغربي من المسجد، فضلا عن جناحين يذكران بجناحي مسجد القرويين بفاس، مما يوفر تهوية وإنارة دائمتين للمكان الذي تقام فيه الصلاة.

وفي عام 1969، بِمُناسبة عيد ميلاد الملك الحسن الثاني الأربعين، أعيد ترميم المسجد من جديد ونقل مئذنته من موقعها الأصلي في الركن الشمالي الغربي للمسجد وأعيد بناؤها “حجرًا بحجر” في الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد، حيث يقف اليوم من أجل تعزيز منظوره على طول محور شارع محمد الخامس.

وقد تم إدراج المسجد في قائمة اليونيسكو للثراث العالمي في عام 2012، كجزء من الرباط، العاصمة الحديثة والمدينة التاريخية: تراث مشترك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى