باعتبار شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله عزّ وجل، تتزين المساجد لاستقبال المصلين الصائمين لإقامة الصلوات من الفجر حتى صلاة التراويح والتهجد في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، وتتميز المملكة المغربية بضمها العديد من المساجد التاريخية.
موقع “برلمان.كوم” يسافر بكم عبر سلسلة رمضانية “مساجد حول العالم“ للتعريف بالمساجد الأكثر شهرة عبر العالم، والتي غالبا ما تتميز بتصميمها المبهر وطرازها المعماري الإسلامي الذي يجعلها تختلف كثيرا عن مساجد أخرى.
في حلقة اليوم سنحط الرحال بمدينة الرباط، للتعريف بـ”جامع حسان” الذي تم تأسيسه بناء على أمر يعقوب المنصور سنة 593 هـ، 1197 ميلادية، والذي يعد من أفخم وأكبر المساجد في العالم العربي والإسلامي.
ويتميز المسجد على وجه خاص بصومعته التي تعد شاهداً على تاريخ المملكة، وعلى العمارة الإسلامية التي بصمت حقباً مهمة للحضارات المتعاقبة على البلاد.
وتعتبر “صومعة حسان” جزءا من “مسجد حسان” الذي سمي نسبةً إلى قبيلة تدعى “بنو الحسان” كانت تستوطن إقليم الرباط في ذلك الوقت.
ويبلغ ارتفاع صومعة حسان نحو 44 متراً، وتتخذ الشكل المربع، ولها مطلع ملتوٍ داخلي؛ يسهل الوصول إلى الجزء العلوي منها، وخلال الصعود يمرّ هذا المطلع على ست غرف طابقية.
أما الواجهة الخارجية للصومعة، فقد زينت الجدران الأربعة بنقوش جميلة وزخارف رائعة، تعود في تشكيلها إلى النمط المغربي الأندلسي من القرن الثاني عشر.
وبجنبات الصومعة توجد حديقة جميلة، ونوافير صممت بصورة تقليدية، والعديد من المصابيح القديمة التقليدية، تمنح زائر الصومعة في الليل رؤية سحر التراث.
بينما يصل عرض جدار المنارة إلى نحو 2.5 متر؛ وذلك بهدف الإبقاء على توازن البناء، وعرض السور يبلغ 1.5 متر، ويعلو إلى تسعة أمتار، وهنا يوجد نمط هندسي مختلف ومميز في بناء المسجد هذا عن باقي المساجد المغربية؛ إذ إن المنارة تتقابل مع المحراب بخط مستقيم على عكس باقي المنارات هناك، التي توضع في أحد الركنين المقابلة لجدار المحراب.
ولمسجد حسان أهمية خاصة لدى أهل المغرب سواء من الناحية التاريخية أو الدينية أو السياحية، فهو معلم تاريخي ومعماري فريد يجذب المصلين والسياح غير المسلمين، لزيارته والاستمتاع بما يزخر به من عمارة إسلامية فريدة.