أشهر مساجد العالم … «جامع باريس الكبير» منارة إسلامية بطابع أندلسي مغربي

باعتبار شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله عزّ وجل، تتزين المساجد لاستقبال المصلين الصائمين لإقامة الصلوات من الفجر حتى صلاة التراويح والتهجد في العشرة أيام الأخيرة من شهر رمضان، وتتميز المملكة المغربية بضمها العديد من المساجد التاريخية.

موقع “برلمان.كوم” يسافر بكم عبر سلسلة رمضانية ” أشهر مساجد العالم“ للتعريف بالمساجد الأكثر شهرة عبر العالم، والتي غالبا ما تتميز بتصميمها المبهر وطرازها المعماري الإسلامي الذي يجعلها تختلف كثيرا عن مساجد أخرى.

في حلقة اليوم سنحط الرحال بفرنسا للتعريف ب «مسجد باريس الكبير»، الواقع في الدائرة الخامسة، بالعاصمة الفرنسية، وضعت لبنته الأولى عام 1922 على أنقاض مستشفى الرحمة الذي نقل إلى مكان آخر عام 1911، ودشِّن في يوم 15 يوليو 1926م من طرف الرئيس الفرنسي آنذاك دومارغ والسلطان المغربي مولاى يوسف بن الحسن.

وتم تشيد المسجد من طرف الدولة الفرنسية، تكريماً للجنود المسلمين الذين دافعوا عنها خلال الحرب العالمية الأولى، كما تأسس بالمسجد معهد إسلامي عام 1922، وتعاقب على رئاسته عدة شخصيات.

بني هذا الصرح الإسلامي على مساحة كبيرة تقدّر بـ7500 متر مربع، وفي المدخل الرئيسي توجد حديقة مساحتها 3500 متر مربع، تذكّر بحدائق قصر «الحمراء» في «غرناطة»؛ إذ يغلب الطابع الأندلسي المغربي على الهندسة المعمارية للمسجد المستوحاة من الفن الأندلسي بمدينتي فاس، كما هو حال النقوش التي تغطي جدران المسجد من الداخل.

أما عن عمارة المسجد، فهي مستوحاة من جامع القرويين في فاس، أحد أهم المساجد في المغرب وواحد من أقدم المساجد في العالم، وجميع الأجزاء المزخرفة نفذها حرفيون متخصصون من المغرب، خاصة من فاس ومكناس، باستعمال المواد التقليدية، كما أن المئذنة التي ترتفع إلى 33 مترا مستوحاة من مسجد الزيتونة في تونس، على الطراز الموحدي.

أما قاعة الصلاة فهي أيضا تحفة معمارية تجمع بين الطابعين القديم والحديث؛ إذ احتفظ بالطريقة التقليدية في الإنارة، وتوجد ثريا معلقة في قبة المسجد تزن 300 كيلوجرام، كما يوجد على يمين المحراب منبر قُدّم هدية من الملك فؤاد، ملك مصر.

وتم إدراج المسجد والمركز الإسلامي، في قائمة الجرد الإضافية للمعالم التاريخية في فرنسا سنة 1983، كما حصل على علامة «تراث القرن العشرين».