أفاد أحدث تقرير صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن 60% من جميع جرائم قتل الإناث تُرتكب على يد شريك حميم أو أحد أفراد الأسرة، وهو ما يعتبر وفق التقرير أحد أشد أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات، حيث أنه غالبًا ما تكون هذه الجرائم نتيجة تراكمية لأشكال أخرى من العنف المستمر، ما يعكس وجود أنماط أعمق من عدم المساواة بين الجنسين على مستوى العالم.
وحسب البيانات الواردة في التقرير، قُتلت نحو 51,100 امرأة وفتاة في عام 2023 على يد شركائهن الحميميين أو أفراد الأسرة، أي بمعدل حوالي 140 امرأة وفتاة يفقدن حياتهن يوميًا في جميع أنحاء العالم نتيجة العنف الأسري. فيما قد سجلت إفريقيا أعلى عدد من ضحايا قتل الشريك الحميم أو أحد أفراد الأسرة، حيث بلغ معدل عدد الضحايا 21,700، تليها آسيا بـ18,500 ضحية، ثم الأمريكتان بـ 8,300 ضحية، وأوروبا بـ 2,300 ضحية، وأوقيانوسيا بـ300 ضحية.
وفي سياق متصل، حسب تقرير آخر صادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة، لا تزال الأعراف الاجتماعية تلعب دورًا رئيسيًا في تكريس التمييز بين الجنسين، فيما يتفاقم العنف ضد النساء، مع استمرار انتشار ممارسات ضارة مثل زواج الأطفال وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
إذ في عام 2023، تعرضت أكثر من 230 مليون فتاة وامرأة في جميع أنحاء العالم لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، بزيادة بلغت 15% أي ما يُعادل 30 مليون فتاة وامرأة على مدار السنوات الثماني الماضية.
كما يبلغ إجمالي عدد الفتيات اللواتي تزوجن في مرحلة الطفولة 12 مليون فتاة سنويا، وفقًا لليونيسيف.
هذا وفي مناطق النزاع، يشكّل العنف تهديدًا جسيمًا لحياة النساء والفتيات، حيث يؤدي إلى النزوح، ويزيد من حدة انعدام الأمن الغذائي، والتدهور الاقتصادي، وتفشي العنف الجنسي.
ويجدر بالذكر أنه في عام 2023، عاشت 612 مليون امرأة وفتاة في مناطق تقع على بعد 50 كيلومترًا من صراع مسلح واحد على الأقل من بين 170 صراعًا، بزيادة قدرها 41% منذ عام 2015. كما سجلت الأمم المتحدة 3,688 حالة من العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات المسلحة، بزيادة قدرها 50% مقارنة بعام 2022، حيث تشكل النساء والفتيات نسبة 95% من الضحايا.