الأخباررمضانياتمستجدات

أبرز المعارك الإسلامية.. غزوة تبوك التي أعطت لأمة الإسلام هيبةً إضافيَّةً في نفوس أعدائها

الخط :
إستمع للمقال

يقرب موقع “برلمان.كوم” خلال شهر رمضان الكريم، قراءه الأعزاء من أهم وأبرز المعارك والغزوات الإسلامية التي شهدها التاريخ، والتي تمكن من خلالها المسلمون من الدفاع عن أنفسهم ودينهم.

ودارت الكثير من المعارك الإسلامية على مر العصور، والتي كان فيها المسلمون يدافعون عن دينهم وعرضهم ومالهم وأنفسهم أيضاً، ويتصدوا للأعداء الذين يرغبون في انتهاك الأرض والتعدي على المسلمين.

وتتطرق حلقة اليوم من سلسلة “أبرز المعارك الإسلامية”، لغزوة تبوك، التي أعطت لأمة الإسلام هيبةً إضافيَّةً في نفوس أعدائها.

حصلت غزوة تبوك في شهر رجب المُحرَّم من العام التاسع لهجرة النبي صلى الله عليه وسلم، أمّا الموقع الذي حصلت فيه الغزوة تحديداً فقد كان بالجهة الشمالية للحجاز جهة الشام.

ومن أهم أسباب غزوة تبوك، هي أن الروم في تلك الفترة أعظم قوةٍ على وجه الأرض، وعزَم قائد الروم يُعِدُّ العُدّة لمواجهة المسلمين وقتالهم في المدينة المنورة، وقد سبق لهم أن قتلوا رسول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي بعثه إليهم برسالة الإسلام، فوصل إلى النبي خبر تجهيز الروم لجيشهم بهدف غزوهم وإبادتهم في المدينة، فما كان منه إلّا أن أمر المسلمين بالاستعداد لقطع الطريق على الروم ومهاجمتهم قبل أن يأتوا إليهم في المدينة.

وقد نفَّذ الصحابة أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على وجه السرعة فاستعدوا للخروج وجهزوا جيش المسلمين في غضون أيام معدودة، ولم يتخلَّف منهم إلا جماعةٌ من أصحاب الأعذار كالمرضى والفقراء.

كان تعداد جيش المسلمين في غزوة تبوك يُساوي الثلاثين ألف مقاتل، وهو عددٌ لم يبلغه المسلمون من قبل في أي معركةٍ سبقت هذه المعركة، لكنّ إمكانيات المسلمين كانت شحيحة جداً، فقد كان لكل ثمانية عشر مُقاتلاً من المسلمين بعيرٌ واحدٌ يتعقّبونه، ولم يجدوا في طريقهم شيئاً يقتاتون عليه، فلجؤوا لأكل أوراق الأشجار، كما أنّ الماء لم يكفهم حتى اضطروا إلى ذبح بعيرٍ مع شدة الحاجة إليه ليحملهم إلى مقصدهم البعيد، فلكل تلك الأحداث وغيرها كان ذلك الجيش جديراً بأن يُسمى جيش العُسرة، ولأجل ذلك سُمّيت الغزوة بغزوة العُسرة.

بلغ بالمسلمين الجوع والعطش مبلغه وتعاظمت عليهم المشقة، حينها اشتكى الصحابة لرسول الله شدة الحرِّ والعطش والجوع، فدعا ربه فأمطرت السماء فوقهم بعد أن تشكلت غمامةٌ واحدةٌ وأنزلت من خيراتها التي ساقها الله إليهم، فشربوا واغتسلوا وعجنوا عجينهم.

وما أن وصل جيش المسلمين إلى أرض المعركة حتى وصل الخبر إلى جيش الروم، فأدخل الله في قلوبهم الرُّعب ولم يجرؤوا على لقاء المسلمين مع أنهم يفوقونهم عدداً وعُدَّة، وبذلك انتهت المعركة وعاد المسلمون إلى ديارهم منتصرين دون قتالٍ أو إراقة دماء.

 وممّا حصل في طريق العودة أن حاول المنافقون قتل النبي صلى الله عليه وسلم، لكنّ الله كشف خُطتهم وأظهر ما في أنفسهم، وبذلك انتهت تلك المعركة دون أدنى جُهدٍ قتاليّ من المسلمين.

مثّلت معركة تبوك منعطفاً كبيراً ومهمّاً في تاريخ الدّولة الإسلاميّة، حيث أعطت لأمة الإسلام هيبةً إضافيَّةً في نفوس أعدائها، وبعد تلك المعركة أصبح للإسلام والمسلمين موقع بارز على خارطة العالم، فأصبح المسلمون أمّةً يُمثّلون قوَّةً من القوى العظمى المؤثّرة في المشهد السّياسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى