عقب فوز المغرب بتنظيم كأس العالم “مونديال 2030” بشراكة مع كل من إسبانيا والبرتغال، عاد للواجهة نقاش احتمالية تسريع مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا بهذه المناسبة التي قد تشكل فرصة دفع جديدة نحو تنزيل هذا المشروع.
وارتباطا بذلك؛ أوضح الدكتور عبد النبي أبو العرب، الأستاذ الجامعي في الاقتصاد والأعمال، في حديث لـ”برلمان.كوم“، أن “هذا المشروع الذي ظل في الرفوف لعقود؛ عادت أولويته للواجهة مؤخرا، وبكل تأكيد فحدث تنظيم كأس العالم 2030 سيكون إضافة نوعية في هذا النقاش الدائر حول جدوى هذا المشروع”.
واعتبر أبو العرب “أن هذا المشروع سيجد في هذا الحدث مبررا إضافيا وقويا ولكنه غير كاف لإطلاقه، فهو أكبر من حدث 2030 وأكبر من مجرد تمكين المتفرجين والمتابعين لمختلف المباريات التي ستنظم بمناسبة كأس العالم بين المغرب وإسبانيا”، مؤكدا: “أعتقد أن أهمية هذا المشروع هي أهم من هذا الأمر”، مضيفا أن “هذا الحدث (مونديال 2030) سيكون إضافة لهذا الاهتمام ولكن ليس كافيا”.
وأبرز الخبير الاقتصادي أن “هذا المشروع سيكون له بالتأكيد تأثير كبير على المغرب وعلى مكانته وعلى ما يسمى بالربط الدولي والعالمي للمملكة التي ستصبح عبره طرفا من أوروبا كما ستصبح أوروبا طرفا من إفريقيا”، مضيفا أن “هذا الأمر سيضاعف من حجم وثيرة ونوعية المبادلات بين القارتين وبين البلدين وسيشن بكل تأكيد دفعة إضافية نحو التنمية والمزيد من الإندماج الإفريقي- الأوروبي والمغربي-الإسباني بدرجات كبيرة جدا”.
هذا، وأشار الأكاديمي إلى أن “مشروع الربط القاري بين المغرب وإسبانيا هو مشروع مهم له فوائد مباشرة فيما يتعلق بتنمية العلاقات الثنائية وتسهيلها بين القارة الأوروبية والإفريقية وبين إسبانيا والمغرب، تسهيل وتسريع العلاقات بأبعادها الشاملة وخاصة فيما يتعلق بتنقل البضائع والأشخاص”.
وكانت وزارة النقل الإسبانية قد أكدت، في أبريل الماضي- بعد سنوات من الجمود- إعادة تنشيط المفاوضات بين مدريد والرباط لدراسة ما يسمى “الربط الثابت لمضيق جبل طارق”، الذي يشمل تشييد نفق يربط بين البلدين تحت سطح البحر على طول 14 كيلومترًا، إذ عقدت اللجنة الإسبانية المغربية المختلطة، حسب ما نقلته صحيفة “El debate” الإسبانية حينها، اجتماعا جديدا عن بعد لدراسة المشروع وذلك في أعقاب الاجتماع الذي عقد في الرباط بين البلدين في فبراير، حيث جرى تأكيد الموافقة على تعزيز الدراسات الميدانية الأولية.