الأخبارتكنولوجيامستجدات

هل تهدد شبكات “OpenRAN” الشركات العالمية؟

الخط :
إستمع للمقال

مع تزايد الاعتماد على الشبكات الرقمية في جميع جوانب الحياة، باعتبارها محورا مهما في تعزيز التواصل وتبادل المعلومات وتمكين النمو التكنولوجي، أصبح الاستثمار في معدات شبكات الاتصالات أمراً حيوياً لتحقيق التقدم التكنولوجي، وضمان استمرارية الخدمات، مما يعزز من قدرة الشركات على تقديم خدماتها بشكل موثوق وفعّال.

وبحسب تقرير أعدته “بلومبرغ”، فإن رغبة مشغلي شبكات الاتصالات بكسر سيطرة “Nokia” و”Ericsson” و”Huawei” على سوق معدات وأجهزة شبكات الاتصالات قد تتحقق الآن بدعم من انتشار شبكات الـ “OpenRAN”، التي يرى البعض أنها قادرة على إعادة تشكيل السوق وفتح باب المنافسة بعيداً عن الشركات المتهمة باحتكار السوق.

ويشار إلى أن شبكات “OpenRAN” أوOpen” Radio Access Network” هي تقنية تعتمد على تطبيق “المعايير المفتوحة” في تصميم شبكات الاتصالات، بعكس تقنية “RAN” التقليدية التي تعتمد عليها حالياً شركات الاتصالات في العالم.

وتهدف تقنية “OpenRAN” ذات المعايير المفتوحة إلى تعزيز مرونة وكفاءة شبكات الاتصالات، فهي تجعل معدات شبكات الهاتف المحمول بمختلف أنواعها، قادرة على أن تعمل وتتفاعل مع بعضها بغض النظر عن الشركة التي أتت منها، وذلك بعكس تقنية “RAN” التقليدية المعتمدة حالياً والتي تعد شبكة “مغلقة” لا تسمح لمعدات الاتصالات التي تنتجها شركات مختلفة بأن تتفاعل بعضها.

وتهدف معايير شبكات الـ “OpenRAN” إلى تفكيك مفهوم شبكات الـ “RAN” عبر خلق بيئة أكثر مرونة في إدارة شبكات الاتصالات.

وتسمح هذه الشبكات بدمج تقنيات حديثة بسهولة أكبر، مما يتيح لشركات الاتصالات تحسين أداء شبكاتها وتقديم خدمات جديدة ومتطورة للمستخدمين. كما أن الـ “OpenRAN” تساهم في تسريع نشر شبكات الجيل الخامس وما بعدها من تقنيات، بفضل مرونتها وقدرتها على دعم مجموعة واسعة من الترددات.

وباستخدام معدات تصنعها شركات مختلفة بدلاً من الاعتماد على مورد واحد، يمكن لشبكات الـ “OpenRAN” مساعدة شركات الاتصالات على خفض التكاليف التشغيلية مما يسهم في تحقيقها كفاءة مالية.

وفي هذا السياق؛ أوضح المحلل والكاتب المختص بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ألان القارح، وفق ما نقله موقع “اقتصاد سكاي نيوز عرربية”، أن شبكات الـ “OpenRAN” ليست بالشبكات الجديدة، بل أن عمرها يفوق الـ 12 عاماً.

ورغم أنها لم تحقق أي نجاح تجاري منذ ذلك الحين، إلا أنها واحدة من أكثر المفاهيم التكنولوجية إثارة للإعجاب نظراً لفوائدها العديدة، فهي تقدم خيارات إدارة شبكة أكبر بتكاليف أقل، كما أنها توفّر نظاماً تشغيلياً مفتوحاً، حيث يمكن أن تؤدي البيئة المفتوحة إلى مزيد من الابتكار عن طريق تقليل الحواجز أمام الدخول الى شبكة الاتصالات، حسب الخبير.

وكشف القارح أن أميركا سعت بكل ما تملك من قوة، لإظهار أن شبكات الوصول اللاسلكي المفتوحة “OpenRAN” توفر بديلاً عن معدات الاتصالات الصينية التي تنتجها هواوي، وتحديداً فيما يتعلق بشبكات الجيل الخامس، ولكن الغريب في الأمر هو أن نقطة ضعف شبكات الـ “OpenRAN” تعتبر نقطة قوتها أيضاً.

وأضاف أن المعايير المفتوحة لهذه الشبكات وتحديداً لامركزية الوظائف التي تتمتع بها، تعطي المهاجمين قدرة أكبر على التحرك والاختراق وهذا ما يجعل الكثير من الشركات تتردد في تبنيها.

وأشار إلى أن “البيئة المفتوحة” التي تحتوي على بائعي تجهيزات متعددين، تؤدي إلى تعقيد التشغيل والصيانة وإلى تراجع درجة تكامل المعدات، فمثلاً إذا حدثت مشكلة، قد لا يكون واضحاً في البداية من هو البائع الذي سيحتاج الى إتخاذ القرار بمعالجتها، أما النقطة الثانية فتكمن في صعوبة تحديد مكان العطل في الشبكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عاجل
زر الذهاب إلى الأعلى